وقال زهير أيضاً:
ضحوا قليلا على كثبان أسنمة ... ومنهم بالقسوميّات معترك
ثم استمروا وقالوا إن مشربكم ... ماء بشرقيِّ سلمى فيد أوركك
وقال الأسود بن يعفر:
أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يسيل من أطواد
أرض تخيّرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وابن أمِّ دؤاد
وقال المثقب:
لم ظعن تطالع من صبيب ... فما وردت من الوادي لحين
مررن على شراف فذات رجل ... ونكَّبن الذرانح باليمين
وهن كذاك يوم قطعن فلجا ... كان حمولهن على سفين
وقال ابن مقروم:
تجانف عن شرائع بطن عمرو ... وجدَّبه عن السِّيف الكراع
فأقرب مورد من حيث راحا ... أثال أو غمازة أو نطاع
وقال عبد بني الحسحاس يصف غيثاً:
يضيء سناه الهضب هضب متالع ... وحبَّ بذاك البرق لو كان عاليا
نعمت به بالا وأيقنت أنّه ... يحط الوعول والصَّخور الرواسيا
وما حركته الريح حتى حسبته ... بحرة ليلى أو بنخلة ثاويا
فمر على الأنهاء فالتج مزنه ... فعق طويلاً يسكب الماء ساجيا
ركاما يسح الماء من كل فيقة ... وغادر بالقيعان رنقاً وصافيا
ومر على الأجبال أجبال طيِّئ ... كما سقت منكوب الدَّوابر حافيا
أجش هزيم سيله مع ودقه ... ترى خشب الغلاَّن فيه طوافيا
له فرق منه يحلِّقن حوله ... يفقِّئن بالميث الدَّماث السَّوابيا
فلما تدلى للجبال وأهلها ... وأهل الفرات جاوز البحر ماضيا
بكى شجوه فاغتاظ حتى ظننته ... من الهزم لمّا جلجل الرّعد حاديا
فأصبحت الثيران غرقى فأصبحت ... نساء تميم يلتقطن الصَّياصيا