ويروى: ثم ازلأمت طلقا تلمّع: والملمع مسير فيه تلدد إلى خلف، والكريف جوبة عظيمة في صفا يكون فيها الماء السنة وأكثرن والهروج موضع بلد عنس من مذحج.
ثم معشِّى ليلها أسيُّ ... حيث بنى حمّامه النَّبي
حتى إذا ما وقع المطيُّ ... وقام يلحى نفسه الكرى
وجنَّه ليل له دويُّ ... هبت كما هب القطا الكدري
عن ظهر شوكان لها خويُّ ... ينصها حاد قراقري
همته الإدلاج والمضيُّ ... ثم المضحَّى المنهل الروي
حمامه يريد حمام سليمان بن داود عليه السلام، خوي أي امتد في الأبواع، ومنه خوى للصلاة أي تفتح وهوى البعير أي تفتح باركا، قال امرؤ القيس:
كالنخل من شوكان حين صرام
ذو حدب ثم المعشَّى الثاني ... يكلى ومعداها علي سيَّان
وقد قضت من أبؤر الخولاني ... أوطارها عن مشرع ريان
قد حف بالخوخ وبالرمان ... وهمها بالسير ذي الإذعان
صنعاء أعني جنة الجنان ... بحيث شيد القصر من غمدان
أرض التقى والبر والإحسان ... بها مقيلي وبها إخواني
قال: ابؤر وهو يريد بئر الخولاني لأن الموضع يسمى بهذا الاسم وفيه بؤور كما قال: إلى الكثيبات طريقا قد حكم. والكثيبة واحدة، وكذلك يقول العرب: أخذنا طريق الشقرات وهي شقرة واحدة، وأخذنا طريق الدحاض إلى نجران وهما دحضتان قال آخر:
إذا اعتلين الدحضتين فالركب ... فقد رضين بالونى وباللغب
صنعاء ذات الدور والآطمام ... والقدم الأقدم ذي القدَّام
والعزِّ عن ذي السطوة الغشام ... أسَّت بعلم لابن نوح سام