بعلم ربّ ملك علاّم ... إذ رادها سام بلا توهام
ورادها من قبل ألفي عام ... ما بين سفحي نقم النقام
وبين عيبان المعين السَّامي ... فأسَّها في سالف الأيام
الآطام الحصون المرتفعة من الطين فشبه بها منازل صنعاء لارتفاعها، والقدَّام الملك، وذو السطوة تبّع، وذكر أن أول من بناها بعد الطوفان سام وأنها عمرت بين آدم ونوح ألفي عام، ونقمّ وعيبان جبلا صنعاء.
فهي بقول العلم غير الشّك ... محتدم العلم ودار الملك
وعصمة المأزول حتى الدّك ... أما ومجري ماخرات الفلك
اليةٌ ما شبتها بالإفك ... لقد علت صنعاء دار الشرك
في الدهر عن عز معين مشكي ... وأصبحت معدن أهل النسك
سقيا لصنعاء بجود حشك ... وأردفت عزاً رفيع السمك
المأزول من الأزل الخائف ويقول: إنها علت دور الشرك في الجاهلية وعلت في الإسلام بنسك أهلها.
بلاد ملك ضل من يقيس ... أرضا بصنعاء لها تأسيس
ما لم يعدَّ الحرم الأنيس ... أرض بها غمدان والقليس
بناهما ذو النجدة الرئيس ... تبع ملك وبنت بلقيس
فهو البناء الأقدم القدموس ... بقول صدق ما به تلبيس
إن صرحت شعواء دردبيس ... والعز فيها والنَّدى والكيس
ويروى: يخضب شرح وبنت بلقيس، غمدان والقليس محفدا صنعاء وقد ذكرنا أخبارهما في كتاب الإكليل.
صنعاء جادتك السحاب السود ... بمكفهر ودقه مهدود
أرض بها لي الوطن المعكود ... إخوان صدقٍ سادةٌ شهود
أفعالهم سعي الندى والجود ... فهم بها شم سراة صيد