للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بها بريد الصخرة المجدول ... وانجدٌ حفّت بها السهول

ما إن بها زرع ولا غيول ... إلا السَّعالي الذعروالهذلول

صنان شعب بالقرب من بنات حرب، ويسمى لحي لجمل، والربضات موضع بين جبال به رضائم عظام كالآطام الكبار، وهي من صخر مرتضم بعضه على بعض، وبها سُمي الموضع، وهي مذعرة للإبل، ويمثل بغول الربضات وقد سرتها غير مرَّة ليلاُ ما آنست بها ذاعرة. وقد يقولون: إن سفراء اليمن كانوا إذا باتوا بها خرج في الليل من يطرح جمر النار ويدعو ببعض من يعرف من السفرا فيخبره عن أهله وعن أشياء يعرفها وينكر صوته، والأصل في ذلك أن بعض من كان قبلنا قد نظروا بها الغول والغيلان من الوحش المستشنع، وكذلك العدار، وهو الأيم، والهذلول الذئب، يسمى بذلك لهذلانه.

ثم لها بالبسط الميساع ... زماع سير أيما زماع

قد غادرت بالوخد والإيضاع ... حصاصة العرفط ذي الأقراع

مرمدة منها إلى تلاع ... حيث البريد لا يجييب الداعي

سل الجوى عن قلبك الملتاع ... عن بعض ما أنت لهند راع

دعاك من وجد بهند داع ... في النوم والعيس على أطلاع

البسطان موضع، والإيضاع من نعت السير السريع، وغادرت تركت، ومنه " لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها "، أي لا يترك، والحصاصة وتلاع موضعان، وكان الوجه لا يجيب الداعي مفتوحاً فتركه على كسرة وحمى الإعراب بالألف واللام.

للجسداء شُخَّصاً للماء ... فشفنى شوق إلى هيفاء

حوراء بكر رشدةٍ غرَّاء ... خمصانةٍ بهكلة شنباء

كالدرُّ تجلو سدف الظلماء ... طافت برحلي في دجا طخياء

فقلت لما ثاب لي عزائي ... للقوم حثُّوا العيس للنجاء

<<  <   >  >>