إني لأرجو أن ترى سليمه ... محمودة في الركب لا مذيمه
ضيعة الطلحي من قريش نخل قديمات الزيمة موضع فيه بستان عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة، وكان يغل خمسة آلاف دينار مثقال وفيه حصن للمقاتلة مبني بالصخر ويحميه بن سعد، من ساكنه عروان، وعدد جذوعه ألوف، وفيه غيل مستخرج من وادي نخلة غزير يفضي إلى فوارة في وسط الحائط تحت حنية إلى مأجل كبير وفيه الموز والحنا وأنواع من البقول، وسبوحة موضع، وأريك عقبة تضاف إلى مكان فيقال عقبة أريك بضم الألف واريك بفتحها الذي ذكره الأعشى بناحية أوارة والطريق حينئذ من رأس المناقب إلى مكة مستقبلة ما بين المغرب والجنوب تكون الشمس عاشيا على صدغك الأيمن.
ثم انتحت وخداً على انكماش ... بئر الجذاميِّ باحتياش
إلى حنين المنهل الجياش ... حتى إذا أفضت إلى المشاش
حيث بريد الصخر لا تحاشي ... عجت بتحنان لشوق غاشي
وادَّكرت للإلف والمعاش ... مالكئاً بالعرش كالعشاش
فالحول من نشوة فالأخشاش ... مواطن الأكلاء والأنفاس
على انكماش على سرعة يقال هو فرس كميش الجري أي سريعه، وآبار الجذامي بئر معمورة، والجذامي من أهل مكة، باحتياش باجتماع وحاش الصيد جمعه، وحنين هو الذي كانت به وقعة حنين بين النبي وبين هوازن، المشاش موضع يلتقي فيه محجة اليمن ونجد ومحجة العراق والبحرين، والعرش والعشاش ونشوة الأخشاش مواضع برداع والإنفاش للغنم والإرعاء للإبل رعي الليل.
ثم بنجد الحل فالصفاح ... لها انسراح أيما انسراح
في وهج حر ذي سموم ضاحي ... وخدا إلى فوَّاره الممتاح