سيما أسافلها يشاكلون الجوزاء وعطارد فلذلك هم أصحاب فكر وفهم وفطنة في جميع الأشياء وخاصة في الفحص عن أمور الحكمة، والعلم الغامض، والأمور الإلهية وهم أصحاب كهانة ويعملون بمعرفة كل ما عملوه ويستعملون أسراراً مكتومة وهم بالجملة أقوياء على العلوم التعليمية. وأما أهل تيبايس وأواسيس وطو وغلود وطيقي فإنهم يشاكلون الميزان والزهرة فلذلك صارت طبائعهم حارةً وهم أصحاب حركة وبلادهم بلاد مخصبة فهم متنعمون متوسعون. فأما أهل اليمن وعدن أبين والحبش الأوسطون فلزحل والدلو وعلى شكلهما فأهلها لذلك يكثرون أكل اللحم والسمك وينتجعون من مواضع الجدب إلى
الريف وعيشهم شبيه بعيش الوحش أي لا صبغ في طعامهم. ف وعيشهم شبيه بعيش الوحش أي لا صبغ في طعامهم.
قال: فهذا ما وصفنا به مشاكلة الكواكب والبروج لكل واحدة من الأمم وخواصها في كثير من الأمر على سبيل الجمل، ونحن واصفون مشاكلة كل واحدة من الأمم لكل واحد من البروج مفصّلاً على ما يليق بما تقدم من القول فيها ليسهل النظر في ذلك على هذه الجهة. فالذي يشاكل الحمل من البلدان بلاد برطانيا ويقابل اطانيا وغلاطيا وجرمانيا وهي بلاد الصقالبة وباسطرانيا والذي يشاكله من البلدان التي تلي الوسط بلاد سوريا العتيقة وفلسطين وإيدوما وبلاد اليهود، والذي يشاكل الثور بلاد فارانيا وفارس وميديا، ومن البلدان التي في الوسط من العمران بلاد قوقلادس وقبرس وسواحل آسيا الصغرى. والذي يشاكل التومين من الأقاصي جرجان وطبرستان وماطينا ومن الداني المتوسط القيروان ومار ماريقا وأسافل مصر. وللسرطان من الطرف القاصي نوميديا وقار حدوينا وإفريقية ومن الداني المتوسط بيتونية وفروجيا وقولحيقا، وللأسد من الطرف القاصي سقلية وإيطالية وغاليا وأبوليا ومن الداني المتوسط بلاد اليمن وهي قوانيا وحالديا، وهي الكلدانيا وأورحينّا. وللسنبلة من الطرف القاصي بابل، وملتقى النهرين والجزيرة، وبلاد أثوريا