لعارض الأمور وخدمة السلطان بأهبة وتملك وتنعم في المنازل ولهم صنائع في الأطعمة التي لا يلحق بها أطعمة بلد، ولهم خط المصاحف الصنعاني المكسر والتحسين الذي لا يلحق بهم ولهم حقائق الشكل ذكرهم بذلك الخليل، ولهم الشروط دون غيرهم، ولا يكون لفقيه من أهل الأمصار شرط إلا ولهم أبلغ منه وأعذب لفظاً وأوقع معنى وأقرب اختصاراً. ومنهم الخطباء كمطرِّف بن مازن وإبراهيم بن محمد بن يعفر بضم الياء وكسر الفاء. وفيها العلماء كوهب بن منبه وأخويه هماَّم ومعقل؛ وعبد الرّزَّاق، وعبد الرحمن بن داود، وابن الشرود وهشام بن يوسف، ومطرِّف بن مازن المخترع لمفارع الغيول. ومن أصحاب النجوم: دردان، وابو عصمة، وأبو جندة، وابن عاصم، وابن المنيذر، وابن عبد الله وغيرهم. ومن الشعراء مثل علقمة ذي جدن، ووضَّاح اليمن ووفد بشعره على الوليد واغتيل بسبب أم البنين بنت بشر بن مروان، وبكر بن مرداس وكان ظريفاً آدم حسن الهيئة والنظارة وكانت له ثياب بعدد أيام مخرجه من منزله في السنة وكان من تمام مروءته ألاَّ يخرج من منزله حتى يعقد شسعي نعله فلم يره أحد منقطع الشسع في طريق، وكان شعره سائراً، فخبرني ابن مرزا الأبناوي عن بعض من حدثه من أهل صنعاء عن أبيه قال: وافيت الحج فرأيت في الطواف فتى ظريفاً خفيف الروح يعصب به جماعة حتى قضى طوافه وصلاته فقلت: من هذا؟ فقيل أبو نواس الحسن بن هاني فسلمت عليه وفاوضته وأخبرته بنفاق أشعاره وأخباره بصنعاء وسألته شيئاً منه فقال: تطلبني مثل هذا وعندكم بكر بن مرداس قال: قلت وإنه عندك بهذه المنزلة؟ فقال: اما هو القائل: