فإنما الطب لمن داؤه ... من مرَّة أو بلغم أو دم
والحب لا يشفي بايَّارجٍ ... ولا بترياق ولا محجم
إلا بشم الحبِّ أو ضمه ... ومجِّ ريق من فم في فم
فيا شفاء النفس من دائها ... داوي سقامي وارحمي ترحمي
فلو بعينك إذا جننَّى ... ليل وأغفت أعين النوَّم
طوفى على بابكم باكياً ... لحرِّ شجو في الحشا مضرم
لخلت أني طائف محرمٌ ... في ساحة البيت إلى زمزم
واستيقنت نفسك أن الهوى ... أشد ما يعلق بالمسلم
فأعتقي عبدك مما به ... وأكرمي وجهك أن تظلمي
وقال بكر أيضاً على لسان أعرابيين وفدا على يزيد بن الوليد والي اليمن وذكر اللحية:
فقدنا لحانا ما أقل غناءها ... واضيع فيها الدهن يا ابن مطيع
دهنّا ونفَّشناهما لأميرنا ... كخافيتي نسر هوى لوقوع
فما ساقتا خيراً سوى الطول منهما ... وأنهما غمّ لكل ضجيع
فيا ليتنا كنا سناطين منهما ... نؤمل كالأعراب كل ربيع
فنسلب مالا لا نروِّع بعده ... مخافة عري، أو مخفة جوع
ومن شعراء صنعاء أبو السمط الفيروزي من الأبناء شاعر مفلق وقد على المهدي ممتدحاً فقبل مدحه، ومدح البرامكة وقاموا به على حد الفارسية واقتطعوا له من المهدي أموالاً بصنعاء وعقاراً وقد أثبتنا مرثيته ي أخيه وهي من أحسن شعر في كتاب الإكليل.
ومن شعراء صنعاء مرطل وكان هجاء للأشراف داخلاً في أعراضهم وفعل مثل ذلك بيعفر بن عبد الرحمن فجهز من نادمه فلما شرب ذات يوم مع أولئك الندامة وسكر حُمل فراشه على بعض ما ماسكه على لدابة وسروا به فوافوا به شبام إلى يعفر فانتبه وهو بين يديه فقال كيف أصبحت يا مرطل قال: في طختي يا سيدي يعني الوعاء الذي حمل من فراشه فضحك منه ومن عليه وسرحه فقطع لسانه