وهما مدينتان مقتبلتان في رأس جبل حصين يطلع إليه في منعة من كل جانب يقال لواحدة خيدون وخودون كلُّه يقال ودمُّون وهي تثنية الهجر والهجر القرية بلغة حمير والعرب العاربة فمنها هجر البحرين وهجر نجران وهجر جازان وهجر حصبة من مخلاف مأذن، وساكن خودون الصَّدف وساكن دمُّون بنو الحارث الملك ابن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار وإنما سمحي آكل المرار أن بعض غسَّان خالفه في بعض غزواته فاكتسح له مالاً وسبى له جارية وأوغلوا بالجارية يديرون المال خوفف التّبع فأقبلت الجارية تلفَّت فقيل لها ما تلفتك؟ فقالت: كاني بحجر قد كربكم فاغراً فاه كأنه جمل أكل مراراً فلم يعتم أن لحق على تلك الهيئة فسمي آكل المرار، ومنزل كل رجل في هاتين القريتين مطل على ضيعته ولهم غيل يصبّ من سفح الجبل يشربونه وزروع هذه القرى النخل والعبر بها محفَّة. الذَّبر الزرع. من الهجران كفَّة بكفَّه، النّخل والذَّبر بهما محفَّه. الذَّبر الزرع. وبلد كندة مرتفع كأنه سراة وتصب في أوديته في حضرموت ثم يصب حضرموت إلى بلد مهرة من الهجرين إلى ريدة أرضين وادٍ فيه قرى كثيرة ونخل للعباد من كندة ثم يهبط الهابط إلى سدبة قرية محمد بن يوسف التُّجبيبي ثم حورة وهي مدينة عظيمة لبني حارثة من كندة ثم قارة الأشبا وهي لكندة، والقارة عند العرب الأكمة وجمعها قار مثل راحة وراح وساعة وساع وقور أيضاً - والعجلانية قرية كبيرة مقابلة لهينن إلا أن هينن في وادي العبر واسمه عين والعجلانية في وادي دوعن وبلد كندة هي هذان الواديان أعلاهما الحصون وأسفلهما الزروع والنخل. ثم منسوب وادٍ فيه قرى ونخل وزرع وعطب، ثم يفيض منوب مع عين ودوعن بين شبام والقارة، والقارة لهمدان قرية عظيمة في وسطها حصن. وأما شبام فهي مدينة الجميع الكبيرة وسكنها حضرموت وبها ثلاثون مسجداً ونصفها خراب خربتها كندة وهي أول بلد حمير.