للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: ١١ - ١٢].

ثم إن المالكي هنا اعترف بأنه شنع على مقررات التوحيد، وزعم أن ذلك من باب النصيحة، والناصح الحقيقي لا يشنع، وإنما يوجه إلى الخير، ويحذر من الشر، برفقٍ، ولينٍ، وسترٍ، دون أن يشنع في ذلك؛ فإن التشنيع في اللغة إظهار القبائح والمثالب.

قال ابن فارس: «الشين والنون والعين، أصلٌ واحدٌ، يدل على رفع الذكر بالقبح» (١).

ولهذا عد علماء اللغة التشنيع على الشخص سبًّا وشتمًا له.

قال ابن فارس: «وذكر ناسٌ شَنَعَ فلانٌ فلانًا: إذا سبه» (٢).

وقال الفيروزأبادي في معناه: «استقبحه وشتمه وفضحه» (٣).

ففرق بين النصيحة والتشنيع.

قال الفضيل بن عياض: «المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير» (٤).

وللعلامة ابن رجب رسالة بعنوان: «الفرق بين النصيحة والتعيير» (٥) قال


(١) معجم مقاييس اللغة (٣/ ٢١٨).
(٢) المصدر نفسه (٣/ ٢١٨).
(٣) القاموس المحيط (٣/ ٤٧).
(٤) ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم ((١/ ١٥٣)، وفي الفرق بين النصيحة والتعيير [مجموع رسائل ابن رجب (٢/ ٤١٠)].
(٥) مطبوعة ضمن رسائل ابن رجب، انظرها (٢/ ٤٠٣ - ٤١٧).

<<  <   >  >>