للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.

الخامس: أنه كان بين معاوية بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي من الألفة والتقارب ما هو مشهور في كتب السير والتاريخ.

ومن ذلك: أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف، وقال لهما: «ما أجازهما أحدٌ قبلي، فقال له الحسين: ولم تعطِ أحدًا أفضل منا» (١).

ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: «مرحبًا وأهلًا بابن رسول الله ، وأمر له بثلثمائة ألف» (٢).

وهذا مما يقطع بكذب ما ادعاه المالكي وأشباهه من الرافضة في حق معاوية من حمله الناس على سب علي؛ إذ كيف يحصل هذا مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة والاحتفاء والتكريم؟!!

وبهذا يظهر الحق في هذه المسألة وتندحر هذه الشبهة التي أراد هذا الأفاك التلبيس بها على مَنْ لا علم عنده، والله أعلم.

[النموذج التاسع والرد عليه]

قال المالكي (ص ٤٧): «النموذج التاسع: تكفير أهل مكة:

تكفير أهل مكة (١٠/ ٨٦، ٩/ ٢٩١) وذكر الشيخ أن دينهم هو الذي بعث رسول الله بالإنذار عنه، وزاد بعض الوهابية: بأنهم عباد قبورٍ! وأن مَنْ لم يكفرهم


(١) البداية والنهاية (٨/ ١٣٩).
(٢) المصدر نفسه (٨/ ١٤٠).

<<  <   >  >>