للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحدثك بحديثٍ؟ قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله ﷿؟ قال: لا. لتقومَنَّ عنِّي، أو لأقومنَّ» (١).

ويقول الإمام إسماعيل الصابوني في وصف عقيدة السلف وأصحاب الحديث: «ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن أباطيلهم» (٢).

وبِهذا يتبين مناقضة ما يدعو إليه هذا الضال من سماع كلام أهل البدع وفتح باب الحوار معهم؛ لما جاء في الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة من تحريم سماع كلام أهل البدع ومناظرتهم، والتشديد في المنع من ذلك.

زعمه أن السلفيين في المملكة يكفرون غيرهم من المسلمين، والرد عليه في ذلك:

يقول في (ص ٥): «مما سيحزن له غيرنا من المسلمين أيضًا: أنهم كانوا يصيحون منذ ثلاثة قرون، ويطلبون منا نحن السلفيين في المملكة أن ننصفهم ونعترف بإسلامهم، وألا نرميهم بالشرك الأكبر المخرج من الملة، ولا البدع المهلكة، وهذا موجود في فكرنا وكتبنا العقائدية ومناهجنا التعليمية».

وجوابه من عدة وجوه:

الوجه الأول: قوله: «المسلمون يصيحون منذ ثلاثة قرون … ».


(١) أخرجه الدارمِي في سننه (١/ ١٢٠)، وعبد الله بن أحمد في السنة (١/ ١٣٨)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١٣٤).
(٢) عقيد السلف وأصحاب الحديث (ص ٢٩٨).

<<  <   >  >>