للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال نصر بن علي الجهضمي: «إن الله أعاننا على الكذابين بالنسيان» (١).

الوجه الثاني: دعواه اشتمال مقررات التوحيد على ما ليس منه، كأركان الإيمان الستة وغيرها، وتشنيعه على المؤلفين لهذه المقررات بأنهم لا يعرفون مدلول كلمة (التوحيد)؛ هذا من جهله بحقيقة التوحيد.

وجوابه من عدة جوانب:

الجانب الأول: أن التوحيد يطلق على ما هو أعم من معناه الخاص؛ فيطلق على (العبادة)، قال ابن عباس : «كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد» (٢).

وقد كثر تفسير العلماء للعبادة بالتوحيد؛ فعن الكلبِي وغيره في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦]، قال: «إلا ليوحدون» (٣).

وقال البغوي في تفسير قوله تعالى: ﴿اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ [البقرة: ٢١]: «وحدوا» (٤).

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ضمن الفوائد المستنبطة من النصوص الواردة بالأمر بالعبادة: «إن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه» (٥).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في معنى قول النبِي في حديث معاذ : «أن


(١) أورده ابن حبان في روضة العقلاء (ص ٥٣).
(٢) تفسير البغوي (١/ ٥٥).
(٣) تفسير البغوي (٤/ ٢٣٥)، وفتح القدير (٥/ ٩٢).
(٤) تفسير البغوي (١/ ٥٥).
(٥) كتاب التوحيد، مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (٦/ ٦).

<<  <   >  >>