للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أنواع التوحيد الثلاثة.

وقوله تعالى: ﴿إِلَهِ النَّاسِ﴾ [الناس: ٣]، دل على توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات؛ فالإله هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال، وهو المستحق للعبادة وحده (١).

كما دلت على أنواع التوحيد الثلاثة آية واحدة في سورة مريم التي هي في أول النصف الثاني من القرآن وهي قوله تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥].

فدل قوله تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾، على توحيد الربوبية.

وقوله تعالى: ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ﴾، على توحيد الألوهية.

وقوله تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾، على توحيد الأسماء والصفات (٢).

والآيات من كتاب الله على تقرير أنواع التوحيد كثيرة يصعب حصرها.

فتبين بطلان دعوى المالكي بدعية هذا التقسيم.

فتقسيم التوحيد ثابت بالاستقراء لكتاب الله، وهو دال عليه أوضح دلالةً، وما دل الدليل عليه فكيف يكون بدعة؟!

وقد صرح جمع من العلماء بأن هذا التقسيم للتوحيد ثابت بالاستقراء لنصوص الكتاب والسنة:

قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي : «وقد دل استقراء القرآن العظيم


(١) انظر: بدائع الفوائد لابن القيم (٢/ ٢١٠ - ٢١٢)، وتفسير السعدي (ص ١٣٠٨).
(٢) انظر: تفسير السعدي (ص ٦٧١ - ٦٧٢).

<<  <   >  >>