للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سنده من لم أعرفه، وللديلمي بلا سند عن ابن عباس مرفوعاً مثله، بلفظ: أعطيت، والحديث بدل الكلم، وعند البيهقي في الشعب من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة، أن عمر مرَّ برجل يقرأ كتاباً من التوراة، فذكر الحديث، وقوله : إنما بعثت فاتحاً وخاتماً، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصاراً، وللطبراني من طريق أبي الدرداء، قال: جاء عمر، وذكر نحوه، ولأبي يعلى من طريق خالد بن عرفطة، قال: كنت عند عمر فجاءه رجل، فذكره، وفيه قوله : يا أيها الناس قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي الحديث اختصاراً، وأصل الحديث (١) من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة بلفظ: أعطيت فواتح، وفي لفظ: مفاتيح، وفي آخر: جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، ومن حديث سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي هريرة، بلفظ: أعطيت جوامع الكلم، وفي لفظ: بعثت بجوامع الكلم، ومن طريق أبي يونس مولى أبي هريرة عن مولاه، بلفظ: أوتيت جوامع الكلم، ومن طريق العلاء، عن أبيه عن عبد الرحمن عن أبي هريرة، بلفظ: أعطيت، ومن حديث عطاء بن السائب عن أبي جعفر، عن أبيه عن علي، في حديث: أعطيت خمساً، ففيه: وأعطيت جوامع الكلم، وفي حديث أبي موسى الأشعري: أعطيت فواتح الكلم وخواتمه، قلنا: يا رسول اللَّه، علمنا مما علمك اللَّه؟ فعلمنا التشهد، وفي حديث هند بن أبي هالة الطويل: كان رسول اللَّه يتكلم بجوامع الكلم، قال ابن شهاب فيما نقله البخاري في الصحيح: بلغني في جوامع الكلم: أن اللَّه يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله، في الأمر الواحد، والأمرين، ونحو ذلك، انتهى. وحاصله أنه كان يتكلم بالقول الموجز، القليل اللفظ، الكثير المعاني، وقال سليمان بن عبد اللَّه النوفلي: كان يتكلم بالكلام القليل يجمع به المعاني الكثيرة، وقال غيره: يعني القرآن بقرينة قوله: بعثت، والقرآن هو الغاية في إيجاز اللفظ، واتساع المعاني. وقال آخر: القرآن وغيره مما أوتيه في منطقه، فبان به من غيره بالإيجاز والإبلاغ والسداد، ودليل هذا: كان يعلمنا جوامع الكلم وفواتحه والكلام في هذا المعنى يطول


(١) يعني في الصحيحين أو أحدهما.