للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة، فهبط عليه جبريل عليه فقال: يا آدم هلا أعلمك شيئاً تنتفع به في الدنيا والآخرة؟ قال: بلى، قال: قل: اللَّهم أدم لي النعمة حتى تهنيني المعيشة، اللَّهم اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي، اللَّهم اكفني مؤونة الدنيا وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة، قلت: بل يروى في أدعيته الدعاء بخاتمة خير، وقد سلف عنه وعن أبي بكر الصديق في: الأعمال بالخواتيم، ورأى بعض الصالحين النبي في النوم فقال: يا رسول اللَّه ادع لي، قال: فحسر عن ذراعيه، ودعا له كثيراً ثم قال: ليكن جل ما تدعو به: اللَّهم اختم لنا بخير، رواه ابن أبي الدنيا في المنامات، ومما قال بعض السادات: أنه ينفع في ذلك قول: يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، أربعين مرة (١) ختم اللَّه له بخير.

٦٦٠ - حديث: طلب العلم فريضة على كل مسلم، ابن ماجه في سننه، وابن عبد البر في العلم له من حديث حفص بن سليمان عن كثير بن شِنْظِير، عن محمد بن سيرين عن أنس به مرفوعاً بزيادة: وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب، وحفص ضعيف جداً، بل اتهمه بعضهم بالكذب والوضع، وقيل عن أحمد: إنه صالح، ولكن له شاهد عند ابن شاهين في الأفراد، ورويناه في ثاني السمعونيات من حديث موسى بن داود، حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس به، وقال ابن شاهين: إنه غريب، قلت: ورجاله ثقات، بل يروى عن نحو عشرين تابعياً عن أنس كإبراهيم النخعي وإسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، وثابت وله عنه طرق، وحميد والزبير بن الحريت وزياد بن ميمون أبي عمار أو ابن عمار وسلام الطويل وطريف بن سليمان أبي عاتكة، وقتادة والمثنى بن دينار، ومحمد بن مسلم الزهري، ومسلم الأعور، كلهم عن أنس ولفظ حميد: طلب الفقه محتم واجب على كل مسلم، ولزياد من الزيادة: واللَّه يحب إغائة اللهفان، ولأبي عاتكة في أوله: اطلبوا العلم ولو بالصين، وفي كل منها مقال، ولذا قال ابن عبد البر: إنه يروى عن أنس من وجوه كثيرة، كلها معلولة لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد، وقال البزار: إنه روي عن أنس بأسانيد واهية، قال: وأحسنها ما رواه إبراهيم بن سلام عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن أنس به مرفوعاً. قال: ولا نعلم أسند النخعي عن أنس سواه، وإبراهيم بن سلام لا نعلم


(١) بين سنة الفجر، وصلاة الصبح، وكان ابن تيمية يزيد في آخره: برحمتك أستغيث.