من ابن حبشي أم لا؟ قال: وروي بإسناد آخر موصولاً، ثم ساقه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رفعه: السدر يصوب اللَّه رأسه في النار، ولأبي داود في سننه من حديث حسان بن إبراهيم سألت هشام بن عروة عن قطع السدر وهو مستند إلى قصر عروة، فقال: ترى هذه الأبواب والمصاريع، إنما هي من سدر عروة، كان عروة يقطعه من أرضه، وقال: لا بأس به، زاد في رواية: يا عراقي جئتني ببدعة، قال: فقلت إنما البدعة من قبلكم، سمعت من يقول بمكة: لعن رسول اللَّه ﷺ من قطع السدر، وأشار البيهقي إلى اختصاصها إن صحت، وقال: قال أبو داود: يعني من قطع سدرة في فلاة، يستظل بها ابن السبيل، والبهائم عبثاً وظلماً بغير حق، يكون له فيهما، ونحوه قول المزني: وجهه أن يكون ﷺ سئل عمن هجم على قطع سدرة لقوم ليتيم أو لمن حرم اللَّه عليه أن يقطع عليه فتحامل عليه فقطعه، يعني فأجاب بما قاله، فسمع بعض من حضر الجواب ولم يسمع المسألة، ويتأيد الحمل بكون عروة أحد رواة النهي كان يقطعه من أرضه، وقد قال أبو ثور: سألت الشافعي عن قطع السدر، فقال: لا بأس به، قد روي عن النبي ﷺ أنه قال: اغسله بماء وسدر، وكذا احتج المزني بما احتج به الشافعي، من إجازة النبي ﷺ غسل الميت بالسدر، وأنه لو كان حراماً لم يجز الانتفاع به، والورق من السدر كالغصن، فقد سوى النبي ﷺ فيما حرم قطعه من شجرة الحرم بين ورقه وغيره، فلما لم أر أحداً يمنع من ورق السدر دل على جواز قطع السدر، قلت: وقد ثبت من حديث جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال: لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة، ومن حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس، ومن حديث أبي رافع عن أبي هريرة رفعه: إن شجرة كانت تؤذي المسلمين، فجاء رجل فقطعها فدخل الجنة، إلى غيرها مما ورد في عزل الأذى عن طريق المسلمين، مما يتأيد به التأويل، واللَّه الموفق (١).
٧٧٥ - حديث: قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة، البيهقي في المطاعم من الشعب، والديلمي عن أبي أمامة، وابن الجوزي في الموضوعات عن أبي موسى،
(١) للحافظ السيوطي رسالة "رفع الخدر عن قطع السدر" وهي رسائل "الحاوي للفتاوى" له.