بشر بن الحارث: لو لم يكن في القُنوع إلا التمتع بالعز، لكفى صاحبه، وقال بعض الحكماء: انتقم من حرصك بالقناعة، كما تنتقم من عدوك بالقصاص، وكان من دعائه ﷺ: اللَّهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه، وقال الشاعر:
ما ذاق طعم الغنى من لا قُنوع له … ولن ترى قانعاً - ما عاش - مفتقرا
والعرف من يأته يحمد مغبته … ما ضاع عرف وإن أوليته حجرا
وقال غيره:
تسربلت أخلاقي قنوعاً وعفة … فعندي بأخلاقي كنوز من الذهب
فلم أر خصباً كالقنوع لأهله … وأن يُجمل الإنسان ما عاش في الطلب
وقال آخر:
وإذا استكان لذي الغنى ضَرِع … يرجو جداه لحظة شزرا
إن القناعة فاعلمن غنى … والحرص يورث أهله الفقر
٧٨٠ - حديث: قوام أمتي بشرارها، البخاري في تاريخه، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، والطبراني من طريق هارون بن دينار أبي المغيرة العجلي البصري حدثني أبي قال: كنت على باب الحسن، فخرج رجل من الصحابة، وهو ميمون بن سنباذ فقال لي: يا أبا المغيرة، سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: فذكره، وأخرجه ابن السكن من رواية يحيى بن راشد عن هارون بن دينار العجلي، حدثني أبي قال: كنت عند الحسن، فلما خرجت من عنده لقيني رجل من أصحاب النبي ﷺ، يقال له ميمون بن سنباذ فقال: يا أبا المغيرة، فذكره، وأخرجه ابن منده من هذا الوجه، وقال في سياقه عن أبيه: سمعت النبي ﷺ، وقد استنكره بعض الأئمة، وقال: هارون وأبوه مجهولان، وقال ابن عبد البر: ليس إسناد حديثه بالقائم، لكن قد أخرجه أبو نُعيم من طريق خليفة بن خياط عن معتمر بن سليمان عن أبيه، قال: كنا على باب الحسن، فخرج علينا رجل من أصحاب النبي ﷺ، يقال له ميمون بن سنباذ، فذكر