٧٩٢ - حديث: كان وضوؤه لا يبل الثرى، أبو داود من حديث ذي مخْبَرْ أنه ﷺ توضأ وضوءاً لم يبل منه التراب.
٧٩٣ - حديث: كبر كبر، متفق عليه من حديث بشر بن المفضل عن يحيى بن سعيد عن بشر بن يسار عن سهل ابن أبي حثمة قال: انطلق عبد اللَّه ابن سهل ومحيصة ابن مسعود بن زيد إلى خيبر، وهو يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد اللَّه بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلاً فدفنه، ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن ابن سهل أخا المقتول، وحويصة ومحيصة ابنا مسعود وهما ابنا عمهما إلى النبي ﷺ، فذهب عبد الرحمن يتكلم وهو أحدث القوم فقال: كبر كبر، فسكت فتكلما، الحديث لفظ البخاري، وهو عند مسلم أيضاً من طريق بشر بن عمرو سمعت مالكاً حدثني أبو ليلى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة وفيه: ثم أقبل محيصة وأخوه حويصة وهو أكبر منه وعبد الرحمن بن سهل فذهب محيصة ليتكلم وهو الذي كان بخيبر، فقال رسول اللَّه ﷺ له: كبر كبر، يريد السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة، الحديث، والأحاديث في فضل الكبر كثيرة، كليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا، وفي لفظ: ويجل كبيرنا، وفي آخر: ويوقر كبيرنا، وكحديث: إن من إجلال اللَّه إكرام ذي الشيبة المسلم، وكحديث: ما أكرم شاب شيخاً لسنه، إلا قيض اللَّه له في سنه من يكرمه، وأوصى قيس بن عاصم عند موته بنيه فقال: اتقوا اللَّه وسودوا أكبركم، فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا آباءهم، وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم، إلى غير ذلك مما لا نطيل به، ويحكى عن ليث بن أبي سليم أنه قال: كنت أمشي مع طلحة بن مصرف فتقدمني وقال: واللَّه لو علمت أنك أكبر مني بيوم ما تقدمتك، وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد: إذا لم يتكلم الكبير، هل للأصغر أن يتكلم، وساق حديث ابن عمر: أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم، وأنه منعه من الإعلام بما وقع في نفسه من كونها النخلة وجود أبي بكر وعمر وسكوتهما، وقال له أبوه: لو قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت، وكل هذا لا يمنع التنويه بفضيلة الصغير، ففي الصحيح عن ابن عباس قال: