أبي سعيد ﵁ رفعه بلفظ: اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللَّه حجاب، واتفق الشيخان عليه بهذا اللفظ من حديث أبي معبد نافذ عن مولاه ابن عباس ﵄ مرفوعاً في حديث إرسال معاذ ﵁ إلى اليمن. وفي الباب عن جماعة. فلأبي داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وغيرهم - مما صححه ابن خزيمة وابن حبان - عن أبي هريرة ﵁ رفعه: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن دعوة المظلوم، وذكر الحديث، زاد بعضهم: ودعوة المظلوم يرفعها اللَّه دون الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول لها الرب بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.
٢١ - حديث: اتقوا ذوي العاهات، لم أقف عليه، ولكن سيأتي من كلام الشافعي في حديث: إياك والأشقر، ما يجيء هنا. وروينا من طريق إسماعيل بن إسحاق عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي وعلي بن المديني ويحيى بن محمد الجاري كلهم عن إبراهيم بن حمزة عن الداوردي عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ﵁ أن رسول اللَّه ﷺ قال: لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر، واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد، وكذلك قال البخاري: روى إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي عن محمد بن أبي الزناد - يعني محمد بن عبد الرحمن ابن أبي الزناد - عن جده أبي الزناد به، وأشار الخطيب إلى تخطئة هذا الإسناد في موضعين:(أحدهما) رواية الدراوردي عن ابن أبي الزناد، (والثاني) رواية محمد بن عبد الرحمن عن جده أبي الزناد فإنه لم يدرك جده، والصواب ما تقدم انتهى، والمعنى: فر من المجذوم فرارك من الأسد كما ورد في بعض ألفاظ الحديث، وهو متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعاً بمعناه، فيمكن أن يكون المعنى باتقاء ذوي العاهات الفرار منها خوفاً من العدوى لا كما يتوهمه العامة، ثم إن هذا في حق ضعيف اليقين، وإلا فقد ورد: لا يعدي شيء شيئاً ولا عدوى، ونحو ذلك كما قرر في محاله