في الحلية، والفسوي في مشيخته عن زيد بن أرقم به مرفوعاً، وسنده حسن لاعتضاده، لكن يعكر عليه ما ورد في عمر عيسى ﵇، نعم قد أخرج الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات إلى محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو المعروف بالديباج عن أمه فاطمة ابنة الحسين بن علي أن عائشة كانت تقول: إن رسول اللَّه ﷺ قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة: إن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين، وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة، ولا أراني إلا على رأس الستين، فبكت. الحديث (١). ولأبي نُعيم عن ابن مسعود رفعه: يا فاطمة، إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله. الحديث.
٩٤٥ - حديث: ما بكيت من دهر إلا بكيت عليه، هو من كلام ابن عباس، فقد روينا في معجم ابن جميع من حديث السري بن إسماعيل عن الشعبي قال: كنت عند ابن عباس فجاء رجل فقال: يا أبا عباس، أما تعجب من عائشة تذم دهرها وتنشد قول لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم، وبقيت في خلف كجلد الأجرب، يتأكلون ملاُذْة ومشحّة، ويعاب قائلهم، وإن لم يشغب، فقال ابن عباس: لئن ذمت عائشة دهرها فقد ذمت عاد دهرها، وجد في خزانة عاد سهم كأطول ما يكون من رماحنا، عليه مكتوب وذكر الشعر، فقال ابن عباس: ما بكينا من دهر إلا بكينا عليه، وقوله: ملاذة من الملاذ الذي لا يصدق في مودته، ولأبي العتاهية من أبيات:
يا رب لم نبك من زمان … إلا بكينا على الزمان.
(١) وهو حديث غريب كما قال ابن كثير، وحديث الترجمة لا يبلغ رتبة الحسن خلافاً للمؤلف، لأن طرقه واهية. والصحيح عند علماء الحديث وأهل الأخبار: أن عيسى رفع ابن ثلاث وثلاثين سنة، في ذلك صرح الحديث في سن أهل الجنة، وانظر كتابنا "إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان" وكتابنا "عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى ﵇".