للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بقية أيضاً باللفظ الأول، لكنه قال: عن أبي عطية المذبوح، ورواه الطبراني في الكبير، والعسكري في الأمثال، من حديث أبي حَيْوة شريح بن يزيد عن أبي بكر ابن أبي مريم عن سعيد بن عبد اللَّه الأفطس وسفيان المذبوح، كلاهما عن أبي الدرداء أنه كان يقول: ثق بالناس رويداً، ويقول اخبر تقله، وكلها ضعيفة، فابن أبي مريم وبقية ضعيفان، ورواه العسكري من جهة حوثرة بن محمد حدثنا سفيان عن سعيد بن حسان عن مجاهد قال: وجدت الناس كما قيل، أخبر من شئت تقله، ومن شواهده ما اتفق عليه الشيخان عن ابن عمر مرفوعاً: الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة، وقد بينت معناهما في الجزء المشار اليه (١) قريباً، وقوله تقله من القلى: البغض، يقال قلاه يقليه، قلا وقلى، إذا أبغضه، وهو بالضم والفتح معاً، لكن قال الجوهري: إذا فتحت مددت وتقلاه لغة طيء، يقول: جرب الناس فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم، لما يظهر لك من بواطن سرائرهم، لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر، أي من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهم، والهاء في تقله للسكت، ومعنى نظم الحديث وجدت الناس مقولاً فيهم هذا القول، وقد أخرج الطبراني عن ابن عمر رفعه: يا أبا بكر تنق وتَوقَّ، وهو عند أبي نُعيم في المعرفة عن شيبان غير منسوب، وللخرائطي في المكارم من حديث يحيى بن المختار عن الحسن قال: تنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس، وأحبوا هوناً، وأبغضوا هوناً، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا، إن رأيت دون أخيك ستراً فلا تكشفه.

٣٩ - حديث: اختلاف أمتي رحمة، البيهقي في المدخل من حديث سليمان ابن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه : مهما أوتيتم من كتاب اللَّه فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب اللَّه فسنة مني ماضية، فإن لم تكن سنة مني فما قال أصحابي، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيما أخذتم به اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة، ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني، والديلمي في مسنده بلفظه سواء، وجويبر


(١) في حديث احترسوا من الناس بسوء الظن.