للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يكون لا أصل له، كإن أحسنت أمتي فلها يوم، وإن أساءت فلها نصف يوم، أو لا يثبت إسناده، ومن ذلك ما للديلمي عن أنس مرفوعا: الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة وذلك قول الله ﷿: ﴿وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون﴾، وعن ابن زمل (١) الجهني رفعه أيضا: الدنيا سبعة آلاف سنة، أنا في آخرها ألفا، لا نبي بعدي، ولا أمة بعد أمتي، وفي سابع المجالسة للدينوري من جهة عثمان بن زائدة قال: كان كرز مجتهدا في العبادة فقيل له: ألا تريح نفسك ساعة؟ قال: كم بلغكم عمر الدنيا، قالوا: سبعة آلاف سنة قال: فكم بلغكم مقدار يوم القيامة، قالوا: خمسون آلف سنة، قال: أفيعجب أحدكم أن يعمل سبع يومه، حتى يأمن من ذلك اليوم، وما أورده أبو جعفر الطبري في مقدمة تاريخه عن ابن عباس من قوله: الدنيا جمعة من جمع الآخرة، كل يوم ألف سنة، وعلى تقدير صحته فالأخبار الثابتة في الصحيحين كما قال شيخنا تقتضي أن تكون مدة هذه الأمة نحو الربع أو الخمس لليوم، لما ثبت في حديث ابن عمر: إنما أجلكم فيما مضى قبلكم كما بين صلاة العصر وغروب الشمس، الحديث بمعناه، قال: فإذا ضم هذا إلى قول ابن عباس زاد على الألف زيادة كثيرة، والحق أن ذلك لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى، وأما حديث سعد بن أبي وقاص رفعه: إني لأرجو أن لا يعجز الله أمتي أن يؤخرهم نصف يوم، وإنه قيل لسعد: وكم نصف يوم، قال: خمسمائة سنة، الذي أخرجه أبو داود، وصححه الحاكم وغيره، فقد حقق الله رجاءه ، وقد بسطته في بعض الأجوبة، والله تعالى يحسن العاقبة ويختم بخير

١٢٤٤ - حديث: النبي وصاحباه، يقال في اعتضاد المرء بصاحبه، وقد قال البخاري في سورة الفتح من صحيحه في قوله ﴿كزرع أخرج شطأه﴾ شطأه السيل ينبت الحبة عشراً وثمانياً فيقوى بعضه ببعض، كذلك قوله ﴿فآزره﴾ قواه، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مثل ضربه اللَّه للنبي إذ خرج وحده،


(١) اسمه عبد الله، صحابي ليس له إلا هذا الحديث، رواه الطبراني وغيره، وهو ضعيف.
والأحاديث في هذا الباب ضعيفة لا تقوم بها حجة، والعجيب أن السيوطي اعتمدها مع ضعفها، وقال إن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وأن هذه الأمة لا تزيد على ألف وخمسمائة سنة.