للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الذين يأتون العلماء، وللديلمي عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: إن اللَّه يحب الأمراء إذا خالطوا العلماء، ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء، لأن العلماء إذا خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا، وإذا خالطهم الأمراء رغبوا في الآخرة، وفي ترجمة علي بن الحسن بن علي الصندلي من طبقات الحنفية أن السلطان ملك شاه قال له: لم لا تجيء إلي، قال: لأني أردت أن تكون من خير الملوك حيث تزور العلماء، ولا أكون من شر العلماء حيث أزور الملوك، وسلف: ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعاً إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم، وكذا سلف: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان، وفي السادس والستين من الشعب مما يدخل هنا الكثير، ومنه: وما ازداد أحد من السلطان قرباً إلا ازداد من اللَّه بعداً، وهو في: من بدا جفا، وقول الثوري: إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي، وإياك أن تخدع ويقال لك ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلماً، وقوله أيضاً: إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي: كيف أصبحت فيلين له قلبي، فكيف بمن أكل ثريدهم، ووطئ بساطهم، ومن ثم ورد: اللَّهم لا تجعل للفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي، وقال أبو إسحاق السبيعي: من أغناه اللَّه عن أبواب الأمراء وأبواب الأطباء فهو سعيد، وعنده أيضاً في السابع عشر عن بشر بن الحارث قال: ما أقبح أن يطلب العالم فيقال: هو بباب الأمير، وعن الفضيل بن عياض قال: آفة القراء العجب، واحذروا أبواب الملوك، فإنها تزيل النعم، فقيل له: يا أبا علي كيف تزول النعم؟ قال: الرجل يكون عليه من اللَّه نعمة ليست له إلى خلق حاجة، فإذا دخل إلى هؤلاء الملوك فرأى ما بسط لهم في الدور والخدم استصغر ما هو فيه، فمن ثم تزول النعم، ولقي ابن عمر ناساً خرجوا من عند مروان فقال: من أين جئتم قالوا: من عند الأمير، قال: فهل كل حق رأيتموه تكلمتم به وأعنتم عليه؟ وكل منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟ قالوا: لا واللَّه بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك اللَّه، ثم إذا خرجنا من عنده نقول قاتله اللَّه ما أظلمه وأفجره، فقال: كنا نعد هذا نفاقاً لمن كان هكذا على عهد رسول اللَّه ، أخرجه أحمد وغيره. واللَّه المستعان