واندفعت الجماهير مفتونة بشعار الحرية، وهي لا ترى من معاني الحرية إلى مساحة محدودة مقبولة معقولة، يتحقق لها بها الخلاص من الظلم الاجتماعي الذي تعاني منه، والخلاص من الاستبداد الضاغط عليها، والقاهر لإرادتها بقوى ظالمة آثمة، طاغية غاشمة.
ونشط شياطين الإنس بقيادة المردة من يهود يروجون لشعار الحرية، ويوسعون من مساحة دلالتها شيئاً فشيئاً، حتى تشمل كل سلوك فردي أو جماعي يحقق أهداف الإفساد في الأرض، وتدمير كل القيم الدينية والخلقية، وإماتة الوازع الديني والخلقي في الأفراد، وتحطيم النظم الاجتماعية الإدارية والسياسية والاقتصادية وغيرها، بغية إضعاف البشرية، وتمكين اليهود في العالم من السيطرة التامة عليها بعد إضعافها وتفتيتها، وبثها بثاً متنافراً متبايناً متعادياً متصارعاً متقاتلاً.
ونجم عن إطلاق شعار الحرية دون أن تكون محصورة في المساحة التي تكون فيها نافعة وصالحة، انطلاق الوحش البشري مفسداً مدمراً محطماً الفضائل، والأخلاق، والقيم الدينية، والنظم الاجتماعية، ومحطّماً مبادئ الحق والعدل، ومستغلاً شعار الحرية لتبرير كل فسادٍ وإفساد، ولاستخدام القوة التي تعتمد عليها الثورات مع ما تشعله من فتن، لمصادرة حياة خصومها، وأمنهم ومالهم وحقهم، ولمحاربة كل منصف يحب الحق والعدل والفضيلة، ويطالب بسيادة هذه القيم.
وفهم المجرمون الحرية على معنى إطلاق أيديهم في ارتكاب الجرائم على ما يشتهون، قتلاً وسلباً، وظلماً وعدواناً.
وفهم الفاسقون والفاسقات الحرية على معنى أن لهم الحق الكامل في أن يفسقوا ويفجروا على ما يشتهون، دون أن يكون لأحدٍ أو جهةٍ ما حق في محاسبتهم ومعاقبتهم، أو كفهم عن فسقهم وإباحيتهم التي لا تحدها حدود.
وفهم محتالو سلب الأموال الحرية على معنى إطلاق أيديهم في ألوان