للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت". رواه أحمد والترمذي وصححه.

وفي رواية صحيحة الإسناد: "والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" رواه الترمذي وابن ماجة عن عبد الله بن عدي.

وعن ابن عباس قال: "قال رسول الله لمكة: " ما أطيبك من بلد وأحبك إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك" رواه الترمذي بإسناد صحيح.

وتضعف عاطفة حب أرض الوطن جداً، إذا كانت روابط الإنسان الاجتماعية والمصلحية، والدينية، موصولة بأرض غيرها.

وتغذي العاطفة الوطنية مطامع الغرباء في أرض الوطن، وأعمالهم لسلبه، أو سلب خيراته، أو السيطرة عليه وعلى أهله وأصحاب الحقوق فيه.

ودائرة الوطنية قد تجمع قوميات مختلفة متنافسة، أو متعادية متصارعة فيما بينها. وقد تجمع أدياناً ومذاهب مختلفة، أتباعهما متجافون، أو متنافرون، أو متعادون متصارعون، أو متنافسون متحاسدون.

وقد يكون الوطن مسلوباً أو مجزأً، وقد يكون أهله مشتتين في غيره، ولكن قد يظل حبهم له ثابتاً، وتظل رغبتهم في استرجاعه أو العودة إليه أو توحيده في حالة حياة دائمة، ويقظة، وحركة عاملة، ما دامت عوامل التغذية مستمرّة.

* * *

٢- أما حب القوم الذين ينتمون إلى تجمع بشري يؤلف بينهم جدٌّ أعلى لهم، أو تؤلف بينهم لغة واحدة، وتاريخ واحد، ومصالح مشتركة واحدة، ونحو ذلك، فهو أيضاً عاطفة أو نزعة موجودة في الناس، برزتها الأنانية الفردية، ومنبتها المصالح الإنسانية، وبعض نزعات الاعتزاز والافتخار لديه بالعرق، وبيئتها الأنانية الأسرية، فالقبلية، وتتسع حتى تكون قومية.

<<  <   >  >>