للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنها مثالية، إلا أن قوتها في الناس أضعف من قوة النزعة القومية، نظراً إلى أن مصالح النزعة الإنسانية قد تسير في اتجاه مضاد لمصالح النزعة القومية، والإنسان بتلقائيته مشدود بقوةٍ إلى مصالح أنانيته الفردية فالأسرية فالقبلية فالقومية أولاً، ثمّ ينظر أخيراً شطر الإنسانية بوجه عام.

واتجاه شطر الإنسانية العامة، يمثل في الناس أضعف الروابط إن لم يكن مدعوماً بروابط إيمانية، وروابط خلقية ومنهجية وتنظيمية، وعلاقات مصلحية حياتية، وغائية مصيرية.

ودائرة "الإنسانية" تجمع كل أصناف الناس، على اختلاف قومياتهم وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وأديانهم ومذاهبهم، ولو تباينت وتناقضت، ولو كانت كتلهم متنافرة متعادية متصارعة.

وليس "للإنسانية" وطن خاص، فالأرض كلها وطن لمن أعطى كل ولائه للإنسانية.

فالإنسانية مع القومية والوطنية تمثل الدائرة الأوسع الشاملة لدائرتيهما:

تقويم روابط هذه الدائرة برؤية إسلامية:

إن خيط الارتباط الإنساني وحده دون مبادئ وروابط عقدية فكرية ووجدانية ومصلحية، يقطّعه أقل شدٍ من رابط قوميٍ في اتجاه مضادّ.

<<  <   >  >>