للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقبلية والأسرية (الرحمية) ، والوطنية، بل قد أمر الإسلام بصلة الرحم عموماً، وبصلة القوم وأمر بالعطف الإنساني، وحرّض على حماية أوطان المسلمين والدفاع عنها، إذا كان ذلك لا يتعارض مع عقائده، وعباداته، وأخلاقه، وأحكام شرائعه، ونظام المجتمع الإسلامي، أو كان يخدم أهداف الإسلام.

فإن شدّت هذه الارتباطات إلى ولاءات، ولقاءات وأعمال، ومناصرات، تتنافى مع عقائد الإسلام، وعباداته، وسائر الأحكام والنظم الإسلامية، ظل الارتباط الإسلامي على قوّته ومتانته، وتقطّعت هي. لأن الرابط الإسلامي أقوى منها جميعاً.

فالرابط الإسلامي يجمع عناصر الارتباط الشاملة لأخطر وأهم ما في الإنسان من معاقد ترابط، كما سيأتي بيانه إن شاء الله.

* * *

نظرة موجزة حول بناء الأمة الإسلامية:

بناء الأمة الإسلامية يقوم على الأسس والعناصر التالية:

الأول: أعضاء الأمة الإسلامية الواحدة أعضاءٌ إنسانيون، يتلاقون من أفراد المجموعة البشرية كلها، من كل أقوامها، وشعوبها، وقبائلها، وألوانها، ولغاتها، ومواطنها.

والفوارق القومية والعرقية والعنصرية واللونية اللغوية والوطنية، فوارق مُلغاةٌ في كفاية المشاركة بالعضوية الكاملة في الأمة الإسلامية، وهي فوارق طبيعية خلقها الله في أصناف الناس، ليتعارفوا، لا ليتفاضلوا على أساسها، ولا ليتناكروا، ولا ليتخالفوا، ولا ليتفاخر بعضهم على بعض، ولا ليتقاطعوا ويتدابروا، ولا لتظهر فيهم العصبيات، فلا عصبيات في الإسلام.

الثاني: الأرض كلها أو أيّة رقعة منها تصلح لأن تكون وطناً للأمة الإسلامية كلها أو بعضها.

<<  <   >  >>