للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحيث قامة أمة إسلامية ذات كيان ودولة، فأرضهم تدخل تحت عنوان: "وطن إسلامي".

الثالث: الرباط الكلي الناظم لكل أعضاء الأمة الإسلامية هو عهد الإسلام، بالدخول في هذا الدين الرباني الذي بلّغه محمد بن عبد الله، كتابُه القرآن، وكلمةُ الدخول فيه والانتماء إليه والتسليم لأوامره ونواهيه، شهادة: أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

وهذا الرباط رباط كلّي قويّ متين، شامل للروابط التفصيلية التالية المهيمنة على كل كيان الإنسان من داخله، وكل أركانه، ومعظم ما يهمّه في حياته.

إن أعظم العناصر التي يتكون منها كيان الإنسان الداخلي، وأركانه الرئيسية، النفسية والجسدية هي:

الفكر ومفاهيمه - القلب ومعتقداته وعواطفه وحركاته الإرادية - النفس وأخلاقها وأهواؤها وأمانيها وآلامها وحركاتها الإرادية - الجسد وحاجاته ومطالبه في الحياة وأنواع سلوكه الإرادي -.

وعظمة الإسلام أنه يعقد بين أفراد الأمة الإسلامية بأربطة متعددة متشابكة، تصل بين أفكارهم والمفاهيم التي تهيمن عليها، وبين قلوبهم والعقائد التي تهيمن عليها، وما يطلب منها من أعمال قلوب تتحكم بها الإرادة، وما يصدر عنها من عواطف تولّدها العقائدة، وبين نفوسهم وما تكتسبه من مشاعر مشتركة، بسبب الوحدة الفكرية، والوحدة الاعتقادية، والأنماط التربوية الواحدة التي يتولاها الإسلام بمناهجه، وبين صور سلوكهم في حركات حياتهم الظاهرة، بسبب هيمنة شرائع الإسلام وأحكامه ونظمه الشاملة لكل جوانب الحياة الإنسانية، يضاف إلى ذلك إيجاد المناخات الملائمة للمشاركة في المصالح والمنافع ومطالب الحياة.

وبنظرة تفصيلية مقسمة، نلاحظ أن الإسلام يعمل على عقد الوحدة بين الأفراد الإنسانيين، المنتمين إليه، المؤمنين بعقائده، المسلمين لأحكامه

<<  <   >  >>