للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٢)

الوطنية

شعار معاصر، حاول مروجوه بين المسلمين توجيه ولاءِ سكّان أو أصحاب الوطن الواحد بصفةٍ جماعية مشتركة لأرض وطنهم ذات الحدود المعيّنة، وشحنهم بالتعصب لها انتماءً، والدفاع عنها حتى درجة فدائها بالنفس، مهما اختلفت عقائدهم، ولغاتهم، وأعراقهم، وقومياتهم.

وقد يصعب رسم حدود الوطن بصورة ثابتة دواماً، لأنها خاضعة للتبدّل والتغير بتبدل الأحداث السياسية والعسكرية، وتبدّل المشاعر النفسية أحياناً.

أما حب الأرض فهو عاطفة إنسانية قديمة، تولّدها عدة مشاعر، يبرز لنا منها بوضوح عناصر أربعة:

العنصر الأول: التملك، وحقُّ الاستيطان التاريخي، للفرد ولأسرته، ولأجداده وقومه، والأمة التي ينتمي إليها، وهو حقّ موروث، أو حق الاستيطان المكتسب للفرد ولذريته.

وقد تعارف الناس على أن من يملك حق المواطنة فهو عضوٌ من الأمة مالكة الوطن ملكاً عاماً مشاعاً، ويتولى المفوضون منها بالإدارة السياسية، إدارة هذا الملك العامّ المشاع.

بخلاف نزلاء الوطن وضيوفه والمقيمين فيه بعهد أو أمانٍ أو ذمة، فإنهم قد يملكون حق الإقامة، لكنهم لا يملكون حق المواطنة.

فمن يملك حق المواطنة فهو أحد مالكي الوطن، ولو لم يكن مالكاً فيه ملكاً شخصياً شبراً واحداً.

ومن لا يملك حق المواطنة فلا ملك له في الوطن العام المشاع، ولو كان له فيه ملك شخصي، كدار، أو حديقة، أو أرض زراعية، أو مصنع، أو متجر، أو نحو ذلك.

<<  <   >  >>