للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشبعان حاجة الإنسان إلى منهاج حياة يسير عليه، هو وشركاؤه في المجتمع.

لقد حمل أتباع القومية شعارها المنفوخ نفخاً صناعياً، واندفعوا لتمجيدها اندفاعاً غوغائياً، مدّة من الزمن، على وهم أنهم سيجدون لديها شيئاً يشبع عقولهم وقلوبهم ونفوسهم، لكنهم حينما صحوا من ضجيج الغوغاء، وظهرت بينهم الخلافات الأنانية، رجعوا يشعرون بحاجات عقولهم وقلوبهم ونفوسهم.

تتبعوا عناصر القومية، فلم يجدوا فيها شيئاً يشبع حاجاتهم، ثمّ ألحّت عليهم الحاجات فسعَوْا يتلمَّسون في المبادئ والأفكار المطروحة في العالم ما يشبعها.

١- فالذين كانوا قد تركوا الإسلام منهم بإصرار، ولم يجدوا من يقنعهم بالرجوع إليه، أو هم لا يريدون ذلك بعد أن استمرؤوا الإباحية والانغماس في المحرمات والكبائر الكبرى، ظلّوا على كفرهم بالإسلام:

* فريق منهم اتجه شطر الماديّة الملحدة الشرقية يأخذ منها الاشتراكية أو الشيوعية، ونظم الحياة الوضعية.

* وفريق منهم اتجه شطر المادّية الملحدة الغربية، يأخذ منها الإباحات، والنظام الرأسمالي، ونظم الحياة الوضعية.

وظهرت الصراعات والانقسامات بين هذين الفريقين.

٢- والذين صحوا من سكر فتنتهم بالقومية، وعرفوا فراغها، وخبروا مكيدتها، عادوا إلى الإسلام تائبين، لكنهم اعتزلوا معترك العمل الجماعي، وقليلٌ منهم اتجه اتجاهاً إيجابياً لنصرة الإسلام والدعوة إليه.

٣- وظهر الذين كانوا يحملون شعار القومية كيداً ونفاقاً من الطوائف غير المسلمة على حقيقتهم، فكشفوا تعصّبهم الطائفي، وأظهروا أن قوميتهم العربية التي كانوا قد ادّعوها لم تكن إلاّ قوميّة مزيفة، وأسلوباً مرحلياً

<<  <   >  >>