وأجمع جامع للناس في هذا دين ربّاني حقّ، تدفعهم إلى الأخذ به والاجتماع عليه حَقَّيَّتُه وعدالته وكماله، ورغبةٌ بثواب عظيم، ورهبةٌ من عذاب أليم، أعدهما الربّ الخالق منزل الدين.
ولسائر الأديان ولو كانت محرّفة أو وضعيّة عوامل جمع بحسب قوة هيمنتها على العقول والقلوب والنفوس ...
* * *
فراغ القومية من مضمون يغني الناس عن التطلّع إلى غيرها:
ليس في الرابط اللغوي، ولا في ذكريات التاريخ، اللذان هما الأساسان العظيمان في القوميّة، ما يسدّ حاجة الإنسان إلى أفكار يعتقدها ويؤمن بها، حول سرّ وجوده، والغاية منه، وواجباته في الحياة، ومصيره الذي هو صائر إليه بعد رحلتها، وحاجة الإنسان إلى منهاج حياة يسير عليه، هو وشركاؤه في المجتمع البشري الذي يعيش ضمنه.
لقد عظّمت الدعايات الكثيرة الإعلامية والإقناعية، من حجم القوميّة الضئيل في واقع النفس الإنسانية السويّة، وكان ذلك بالنفخ الصناعيّ التمويهي الذي قام به دعاة القوميّة ومروّجوها.
o فآمن بالقومية واستجاب لدعاياتها ناشئون أغرار.
o وانضم إليها منتفعون طامعون أصحاب مصالح ومطامع.
o وقاد المسيرة أصحاب المكيدة الأصليون من أتباع الطوائف غير المسلمة.
حتى صار للمجموع ثقل عددي، وثقل كيدي، في كثير من البلاد العربية الإسلامية.
لكنّ الرابط اللغوي، وذكريات التاريخ، بطبيعة مكوّناتهما، لا يشبعان نهمة العقول إلى معرفة مفاهيم تقنعها، حول سرّ وجود الإنسان، والغاية منه، وواجباته في الحياة، ومصيره الذي هو صائر إليه بعد رحلتها، ولا