للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تمحيص، كان خطراً على المعرفة، ووبالاً على الحقيقة، وطمساً لمعالمها.

ومع معا قدّمته أبحاث "فرويد" من خدمات حسنة في مجال التحليل النفسي، إلا أن عناصر الضعف ظلت بارزة في أبحاثه، لأنه أراد لها أن تخدم أساسيه الفاسدين.

(٤)

ما يهمنا مناقشته من آرائه وأفكاره في علم النفس:

١- أقام آراءه وأفكاره - كما سبق بيانه - على الإلحاد بإنكار الخالق عزّ وجلّ، وإنكار الدين والأخلاق، واعتبار الإنسان كائناً ماديّاً ناتجاً عن تطوّر المادّة تطوّراً ذاتيّاً، فهو غير مكلّف من قوىً غيبيّة بمسؤولية، وغير متابع من قبلها بحساب ولا جزاء.

٢- وزعم "فرويد" أنّ كلّ سلوك الإنسان يرجع إلى دافع وحيد في كيانه منذ ميلاده حتى موته، ألا وهو الدافع الجنسي، فهو الدافع الوحيد في حياة الإنسان، وتتشكل ظواهره بأشكال كثيرة في سلوكه.

٣- لذلك ينبغي إعطاء الدافع الجنسي الحرّية المطلقة، ويجب عدم تقييده بأية قيود دينية، أو خلقية، أو قانونية , أو أسرية، أو عادات وتقاليد اجتماعية.

وزعم أن مقتضيات الصحة النفسية تدعو إلى إطلاق هذا الدافع وعدم كبته.

٤- ادّعى أن كبت الدافع الجنسي هو المسؤول عن الإصابة بالأمراض العصبية في الناس ومنها الهستيريا، وأنّ كل مرض عصبي يمثّلُ اضطراباً في الوظائف الجنسية.

والكبت الجنسيّ من فعل المجتمع والدين والأخلاق والتقاليد، فهي التي تحول دون تنفيس الإنسان عن رغباته، وتكبت غرائزه.

<<  <   >  >>