للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- وإذ كان "فرويد" يهودياً في أعمق وجدانه، كان شديد الحساسية لأية بادرة يشتبه في اتجاهها المضاد لليهود.

وقد كانت استجابته لجميع هذه المواقف عنيفة أشد العنف.

وعلى الرغم من أنه لم يتعرّض في حياته لأي اضطهاد من أجل يهوديته، إلا أنه كان يشعر بالاضطهاد في داخل نفسه من أجل كونه يهودياً، لذلك كان ينطوي على نفسه، وداخل دائرة من أصدقائه، وكلهم من اليهود، وكان لا يأنس إلى صديق ولا يطمئن إليه إلا أن يكون يهودياً.

ونقل عنه "جونز" مؤرخ سيرته أنه قال ذات مرة: "إنه يهودي، وليس نمساوياً أو ألمانياً".

وتساءل "ماكس جراف" أمامه ذات مرة، عما إذا كان من الخير أن يوجه اليهود أبناءهم لاعتناق المسيحية إذا اقتضى الأمر ذلك، فإذا بفرويد يعترض شدة قائلاً:

" إذا لم تنشيء طفلك على أنه يهودي، فسوف تحرمه من مصدر طاقة لا يمكن أن يُعوّض بشيء آخر، إن عليه وهو يهودي أن يكافح، ومن واجبك أن تنمّيَ في نفسه كل الطاقة اللازمة لذلك الكفاح، فلا تحرمه من هذه الميزة".

٧- وأكّد "د. صبري جرجس" أن "فرويد" كان صهيونياً، وصديقاً لهرتزل، مؤسس الصهيونية الحديثة. وأنه كان عضواً في بعض المنظمات الصهيونية العاملة.

فمن الحقائق المعروفة أنه انضم إلى جمعية "بناي برث" الصهيونية، أي: جمعية أبناء العهد. وكان انضمامه إليها سنة (١٨٩٥م) وهو في التاسعة والثلاثين من عمره، وهذا الجمعية لا تقبل في أعضائها غير اليهود، وقد صرّح رئيس وفد هذه الجمعية الأمريكي الجنسية، في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد بمدينة "بال" في "سويسرا" عام (١٨٩٧م) بقوله:

<<  <   >  >>