للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ميزان تحديد قيم المتعارضات

وميزان الإسلام لتحديد قيم الواجبات والمحرّمات، وأنواع الضرر ميزان دقيق جداً، يعتمد على مبدأين أساسيين:

المبدأ الأول: فيه تصنيف عام للمنافع واللذات والمصالح الفردية والاجتماعية، والإنسانية، الدينية، والدنيوية، المادّية والمعنوية، مع العلم بأن ما يمسّ منها الجوانب الدينية الكبرى، كالإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، يحتل مركز الصدارة، لأنه يمثل الحق الأول لله على عباده.

المبدأ الثاني: فيه تصنيف عام للمضار والآلام والمفاسد الفردية، والاجتماعية، والإنسانية، الدينية والدنيوية، المادية والمعنوية، مع العلم بأن ما يمس منها الجوانب الدينية الكبرى، كالشرك بالله، أو إنكار وجوده كلياً يحتل مركز الصدارة، لأنه يمثل العدوان الشنيع على حق الله الأول على عباده.

فما بيّن النص حكمه من المتعارضات، فقد أبان الشرع قيمهما، وما لم يبينه فقد تركه لأهل الاستنباط والاجتهاد، وقد تختلف في بعض ذلك آراء المجتهدين.

هكذا نجد الإسلام على قمة المجد في مراعاة الحق والعدل والفضيلة والخير والواجب، بين الوسائل والغايات.

بينما نجد "المكيافيلية" العامة هاوية إلى حضيض الخسة في مجال السياسة.

ونجد "المكيافيلية" اليهودية الشاملة لكل جوانب السلوك الإنساني هاوية إلى حضيض كل خسة، وكذلك "المكيافيلية" الشيوعية ذات الجذور اليهودية، ويسير في هذا الحضيض كل المجرمين والمفسدين في الأرض.

ويتحقق في الإنسان الآخذ بهذه "المكيافيلّية" قول الله عزّ وجلّ في سورة (التين/٩٥ مصحف/٢٨ نزول) :

{ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} .

* * *

<<  <   >  >>