حياةٍ روحيةٍ شبيهة بحياة الإنسان، فهي بها تحمي وتساعد، إلا أنَّ حياتها هذه لا تُدْرك للناس، فهي من الأمور الغيبية.
(ب) وأما الدرجة الثانية التي تطوَّر إليها العقل البشري في الحالة اللاهوتية فهي تعدّد الآلهة.
وفي حالة تعدّد الآلهة تَصَوَّر العقلُ التَّصَرُّفات في الظواهر الكونية على أنها آثارٌ لموجوداتٍ غير منظورة، وأن هذه الموجودات ذاتُ عَالَمٍ علوي.
والعقل في هذه الحالة يَجْعَلُ هذه الآلهة التي تَصَوَّرَها عِللاً وأسباباً خارجةً عن الكون ومفارقًة له.
(ج) وأما الدرجة الثالثة التي تطوّر إليها العقل البشري في الحالة اللاهوتية فهي التوحيد، أي: جمع الآلهة المتعدِّدة في إله واحدٍ مفارقٍ لكل الظواهر المادية الطبيعية.
وزعم "أوجست كونت" أن حالة التوحيد هذه قد اتسعت فيها الشُقَّة وازداد التضاد بين الأشياء الكونية وبين المبدأ الذي هو الأصل، والذي صدرت عنه الأشياء، والذي يُفَسَّرُ بِه وُجُودُها، وتُفَسَّرُ بِه ما يَحْدُث فيها من تَغَيُّرات، إذِ الإله الواحد هو العلّة الوحيدة المفارقة للأشياء الكونية.
وزعم "كونت" أن الحالة اللاهوتية قد بَلَغَت قِمَّتَها في المسيحيّة الكاثوليكية، التي تُعلِّلُ بها أو تُفَسِّر به وُجُودُها، وتُفَسَّرُ به ما يَحْدُثُ فيها من تَغَيُّرات، إذِ الإله الواحد هو العلة الوحيدة المفارقة للأشياء الكونية.
وزعم "كُونْت" أن الحالة اللاهوتية قد بَلَغَتْ قِمَّتها في المسيحية الكاثوليكية، التي تُعلِّلُ بها أو تُفَسَّرُ كلُّ الظواهر الطبيعية الفائقة، إذ تَجْعَلُها آثاراً لشيءٍ واحد، يتمثل بفكرة إلهٍ واحد، يُدبّر كلَّ شيءٍ بإرادته، ويتصرَّف فيه بقدرته.
وزعم "كونت" أن الحالة اللاهوتية ذاتُ خصائص نظريةٍ وعملية: