فالفلسفة الواقعية هي جملة القوانين المكتسبة فعلاً بالتجربة، وليست هي كل قوانين الوجود.
غير أننا إذا لم نستطع البلوغ إلى وحدة موضوعية فبوسعنا أن نبلُغ إلى وحدة ذاتية تقوم على تطبيق منهجٍ واحدٍ بعينه في جميع ميادين المعرفة، فننتهي إلى تجانس النظريات وتوافقها، ومن ثمّ ننتهي إلى علم واحد.
فالمنهج الواقعي يحقق الوحدة في عقل الفرد، ويحقق الوحدة بين عقول الأفراد، وهكذا تصير الفلسفة الواقعية هي الأساس العقلي للاجتماع.
* * *
(٦) وتوصل "كونت" بعد رحلته الفلسفية التي استخرج بها عقد آرائه، ونظم حياته بطريقة متسلسلة من وجهة نظره، إلى أن المقابل الوحيد الممكن لمعنى (الله) ولمعنى (الطبيعة) هو (الإنسانية) فرأى أن يُؤلِّه الإنسانية، ويدعوَ إلى عبادتها.
ونظر إلى العلوم الواقعية فظهر له منها ستَّة علوم أساسية مكتسبة بالاستقراء، وهي مرتبة كما يلي من أكثرها بساطة وكليّة، إلى أقلها بساطةً وكلية، وأكثرها تركيباً وتعقيداً:
١- علم الرياضيات: فهو أقل العلوم تعقيداً وتركيباً وأكثرها بساطة وكلية.
٢- فعلم الفلك.
٣- فعلم الطبيعة.
٤- فعلم الكيمياء.
٥- فعلم الحياة.
٦- فعلم الاجتماع الإنساني، وهو أكثر العلوم تركيباً، وأقلها كلية.