الدين القائم على الإيمان بالله واليوم الآخر، وعلى الدعوة إلى مكارم الأخلاق الفردية والاجتماعية، وعبادة الله وحده لا شريك له، والالتزام بالحق والواجب، وإقامة العدل.
ثمّ دخلت الوثنيات والانحرافات إلى شعوب الأرض، بتأثير المضلين من شياطين الإنس والجن، وبتأثير اتّباع الناس لأهوائهم وشهواتهم وغرائزهم، التي تضبطها أوامر الدين ونواهيه.
وكان لهذه الوثيات والانحرافات عن أصول الدين مظاهر كثيرة، منها تأليه الماديات التي اتُّخذت منها أوثان. ومنها تأليهُ المبادئ المعنوية التجريدية، ومنها تعدُّدُ الآلهة، ثمّ ظهر تأليه الطبيعة، من قبل بعض المفتونين بالعلوم المادية الطبيعية. ثمّ جاء "كونت" ليقترح على الناس تأليه معنى "الإنسانية" بدلاً عن الله، رغبة في إسعاد المجتمع الإنساني الذي كان مهتماً بإسعاده والارتقاء به في معارج المدنية.
إن آثار الأولين، وأحوال الشعوب البدائية جداً، كما سبق بيانه حول بعض القبائل الأسترالية، لدى كشف الزيف في آراء "دوركايم" تشهد بأن الدين الحق قد كان هو الأول في تاريخ البشرية، ثمّ انحرف الناس عنه، وهذا ما بينه الله في القرآن المجيد، بقوله عزّ وجلّ في سورة (البقرة/٢ مصحف/٨٧ نزول) :
أي: كان الناس أُمَّةً واحدة على الدين الحق المنزل من عند الله، والذي بلغهم إياه آدم أولاً، ثمّ أنبياء الله ورُسُله من بعده، حتى آخرهم محمد بن عبد الله، عليهم الصلاة والسلام.