للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الظلمات، وخرج حينما خرج وفي يده مدونة ضخمة سجل فيها حشد الأكاذيب والمغالطات والتخريفات الذي يرتدي ثوب العلم والبحث العلمي زوراً وبهتاناً وتضليلاً للناس.

صور من أسمائهم ومصطلحاتهم

أ- تشبث فريق بادعاء أن الوجود كله منحصر في الوجود المادي، وأنه ليس وراء هذا الوجود المادي وما ظهر فيه من نبات وحياة ووعي حتى الوعي الإنساني الرفيع، وجودٌ آخر لموجودٍ ذي قوة وهيمنةٍ وسلطان وعلم وحكمة وقهر فوق الخلائق.

وقد ارتدى هؤلاء الاسم العام للمادية، فأطلق عليهم أنهم "ماديون".

وأخذ فريق من هؤلاء يعللون تغيرات المادة بأنها تغيرات تحصل بأسباب ذاتية ترجع إلى طبيعة المادة، فأطلق عليهم أنهم "طبيعيون".

وأخذ فريق آخر يعللون تغيرات المادة بالآلية في حركة ذرات المادة، فأطلق عليهم أنهم أصحاب المذهب "الآلي".

وادعى فريق آخر أن المادة ترجع في أصلها إلى ذرات صغيرة جداً متجانسة متماثلة، وأن التغيرات فيها ترجع إلى شكل التأليف والتركيب بينها، فأطلق عليهم أنهم أصحاب المذهب "الذري".

ب- وأوقف فريق من الماديين أنفسهم عند حدود ما يُحسُّون به فقط، وأرادوا أن يصرفوا أذهانهم وتصوّراتهم عن غيره، فأُطلقَ عليهم أنهم "حِسّيون".

ويردّد فريق من هؤلاء كلمة الواقع المدرك بالحسّ أو الواقع المدرك، أو الواقع الملموس، وأشباه هذه العبارات، فأطلق عليهم أنهم "واقعيون". وتشبثوا بمصطلح "الواقعية" واصطنعوا من وراء ذلك أفكاراً ومصطلحا أخرى، وتبريرات لما أسموه بمذهب "الواقعية".

وبعض هؤلاء ارتدى اسم "الوضعية".

<<  <   >  >>