للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جـ- وأراد فريق إلغاء خطط الفكر السابقة لظهور الأحداث، ليوقف الأفكار عن الانتقال من الظواهر الكونية المتقنة، إلى الإيمان بالرب الخالق، فزعم أن الأشياء توجد أولاً، ثمّ تصنع الأفكار ماهياتها بأحكام ذاتية غير موضوعية، وارتدى لذلك مصطلح "الوجودية" واصطنع وراء ذك جملة أفكار ومصطلحات أخرى، وأطلق على هذا المذهب اسم "المذهب الوجودي"، وأطلق على أنصاره أنهم "وجوديون".

إلى غير ذلك مما يعثر به قارئ كتب الفلسفة من أسماء، ومصطلحات، وتتنوع المصطلحات بحسب حدود المواقف الفكرية من جهة، وبحسب وجهة النظر التي ضلّ بها أصحابها أو أرادوا التضليل بها، وتثبيت أفكار متّبعيهم ضمن دائرتها.

(٣)

مزاعم المادية في أفكارها الرئيسيّة

باستطاعتنا أن نلخص الفكر المادي بالمزاعم التاليات التي زعمها الماديون، وحاولوا أن يقرروها، ويصطنعوا لها فلسفات، ويؤيدوها بما يستطيعون من سفسطات ومغالطات وتمويهات وإيهامات وتشكيكات بآراء المخالفين.

أولاً: تزعم المادية أن الوجود كله منحصرٌ في الكون المادي الخاضع للإدراك الحسي، ولو عن طريق الوسائل المادية المكبرة للدقائق الصغيرة. أو عن طريق ما يتوصل إليه الاستنتاج الفكري من أصل للمادّة، أو قوانين لها، ويلجؤون إلى قبول ذلك اضطراراً حينما تلزمهم الأدلة العلميةُ به.

وحينما يقرر علماء البحث الكوني أن المادة طاقة تشكلت بوضع خاصّ فصارت مادة، فإن الملاحدة الماديين يقولون: وماذا في الأمر؟ ، إن ما نقوله بالنسبة إلى المادة قد انتقل إلى الطاقة التي هي أصل المادة. هكذا قال "لينين".

ثانياً: وتزعم المادية أن المادة الأولى للكون مادةٌ عديمة الحياة،

<<  <   >  >>