للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووقعوا بسبب ذلك تحت براثن تصور أن تصاريف الوجود كله تخضع لقوة عمياء تبني وتهدم، تتطور إلى الحياة، ثم تنتهي بالموت، فيها قسوة المصيبة، وعنف الكارثة، وهي خالية من أية عاطفة، وهي باردة تجاه مشاعر الناس آلامهم وآمالهم.

وفيما يلي طائفة من أقوالهم التي عبروا فيها عن معاناتهم وشقائهم في هذه الحياة الدنيا.

١- مع الفيلسوف الملحد "برتراند رسل".

يرى الفيلسوف الإنكليزي الملحد "برتراند رسل" أن الرجل الحر لن يعبد قوى العالم الخارجي الغشوم، التي تغزوه بمتابعة هجومها، وليست تقصد من هجومها إلى غاية معلومة، فهي تقوض له كل ما يبني من دور، وكل ما يشيد من مُدُن، ولكنه سيعبُد ما في باطنه من قوىً خلاقة مبدعة، تلك القوى التي لا تني تجاهد وتكافح أسباب الفشل، والتي تمجّد آيات الجمال التي تدور في روائع الفن من نحتٍ وتصوير.

لقد رفض هذا الفيلسوف الملحد الإيمان بالله واليوم الآخر، والإيمان بحكمة الابتلاء في هذه الحياة الدنيا، فبدا له العالم الخارجي عنه قوى غاشمة لا هدف لها.

وفي هذا التعبير عن القلق النفسي الذي يعاني منه، والخوف الدائم من قوى الكون العمياء.

وإذا قد رفض "رسل" الإيمان بالله، ورفض عبادته، فقد بدا له أن يركز نظره حول ذاته، فيعبد ما في داخله من قوى خلاقةٍ مبدعة، وهذا لون من مشاعر الربوبية التي يشعر بها المستكبرون.

إنه ترك عبادة الله الخالق المبدع المصور الذي أتقن كل شيء صنعاً،

<<  <   >  >>