للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الربانية الصحيحة، ووضحت له تصوراتها على وفق التعاليم الإسلامية، لانحلت عنده كل الإشكالات التي ولدت لديه الفلسفة المتشائمة، ولتهدمت في نفسه كل الأبنية الوهمية، التي صورت له الحياة مجمع آلام ومتاعب وأحزان، وألوان من الشقاء لا محيص للإنسان عنها، ولا مناص له منها.

٥- مع الفيلسوف اليهودي الملحد "سارتر"

والفيلسوف اليهودي الوجودي الملحد "جان بول سارتر" رأى الوجود كله من دوائر القلق والغثيان والمتاعب الآلام.

وكتب في ذلك جملة قصص ومسرحيات ضمنها آراءه الفلسفية الوجودية التي تتقيأ المكاره، والتي أبرزه فيها تافهة حقيرة مخيفة مملوءة بالمشقيات، مشحونة بالآلام.

والسبب في كل ذلك كفره بالله واليوم الآخر، وجحوده الحق الذي أنزله الله في رسالاته للناس. بخلاف المؤمنين الذين يحيون حياة طيبة، بمشاعر الإيمان ومفاهيمه التي أنزلها الله في قرآنه.

إن مشاعر المؤمنين النفسية هي دائماً مشاعر السعادة، والأمل، والطمأنينة، مهما كانوا في ظروف من الحياة قاسيات، وفي متاعب وآلام جسدية.

إن الإيمان بالله واليوم الآخر يفرغ على المؤمنين من الرضا والتسليم وطمأنينة القلب ما لا يكون في أي شيءٍ غيره على الإطلاق.

وهذا ما بينه الرسول إذ يقول فيما رواه مسلم عن صهيب رضي الله عنه:

"عجباً لأمر المؤمن! : إن أمره كله له خير - وليس ذلك إلا للمؤمن- إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ".

* * *

<<  <   >  >>