للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تخضع له طبيعة الكون، وتخضع له التغيرات الكونية التي لا تتدخل إرادة الإنسان فيها.

فالتاريخ الإنساني - كما تزعم الماركسية - يسير وفق نظامٍ جبري ليس بمستطاع المجتمع الإنساني التصرف فيه، ولا التغيير من نتائجه، لذلك فهي تقرر حتميات وضرورات سيتطور لها التاريخ الإنساني، ضمن قانون المادية الجدلية المزعوم.

لذلك ترى الماركسية أن الحياة الاجتماعية للناس ثمرة واقعهم المادي، وأن حياة المجتمع العقلية هي انعكاس هذا الواقع الموضوعي، وعنه تظهر الأفكار الاجتماعية والتشريعية والسياسية وغيرها، وليست الحياة الاجتماعية ثمرة أفكار سابقة للناس تحدد مفاهيمهم عن الوجود والكون والحياة والإنسان، وما هي وسائل سعادتهم ونظم تعايشهم الأفضل.

يقول "كارل ماركس":

"ليس إدراك الناس هو الذي يحدد معيشتهم، بل العكس من ذلك، إن معيشتهم الاجتماعية هي التي تحدد إدراكهم".

وتقول كتب الشيوعيين:

" إن الأفكار والنظريات الاجتماعية والأوضاع السياسية تتولد من المهمات العاجلة التي يصطنعها تطور الحياة المادية للمجتمع، ثم تؤثر هي نفسها فيما بعد بالمعيشة الاجتماعية، وفي حياة المجتمع المادية، وجعل تطور المجتمع إلى الأمام ممكناً ".

وتقول كتب الشيوعيين أيضاً مع تنازل جزئي عن أساس الفكرة:

" إن الأفكار والنظريات الاجتماعية الجديدة لا تبرز إلا عندما يَضَعُ تطور الحياة المادية للمجتمع مهمات جديدة أمام المجتمع، لكنها إذا ما برزت أصبحت قوة ذات أهمية من الدرجة العليا، تسهل إنجاز المهمات الجديدة التي يضعها تطور الحياة المادية للمجتمع، وتسهل رقي المجتمع، وتبدو إذ ذاك خطورة الدور الذي تقوم به الأفكار والنظريات الجديدة،

<<  <   >  >>