للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجماعات، وكل الروابط الاجتماعية التي تربط أفراد أمة واحدة في هيئة اجتماعية ذات قوة متماسكة متعاونة.

الثالث: النظم السياسية والإدارية والاجتماعية، الضابطة للشعوب والأمم، والناظمة لهيئاتها الاجتماعية، ولو كانت غير عادلة.

الرابع: النظم الاقتصادية التقليدية عادلةً كانت أو جائرة.

الخامس: الطبقات التي لها سيادة اجتماعية تقليدية، سواءٌ أكانت عادلة أو جائرة.

وتُتَّخذ الانحرافات الجزئية والفردية ذرائع لمحاربة هذه الأركان محاربة جذرية، ولنسفها من أصولها، بغية تفكيك الشعوب، وذرّها، وإقامة الصراعات بينها.

وبكل وسائل الإعلام والتعليم، السرية والعلنية، المباشرة وغير المباشرة، تحركت هذه الحرب الشيطانية المدمرة، وانطلقت:

١ - تنشر الإلحاد، وأفكار الحرية الفردية الناقمة الثائرة على عقائد الإيمان بالغيب، والثائرة على القيود الأخلاقية والاجتماعية، وسائر التقاليد.

وتنشر كل ما يفرزه الفكر الإلحادي، الذي ينكر وجود الله , ويؤمن بأزلية المادة، وخلو الوجود من الحكمة والقصد، والعلم السابق والإرادة، والعمل الواعي، وينكر الدينونة والحساب والجزاء، ويجعل حياة الإنسان قاصرة على هذه الحياة الدنيا، ويطلق الرغبات والشهوات والأهواء على رعوناتها، دون أي قيد أو ضابط، إطلاقاً متوحشاً نهماً متكالباً أنانياً، مسرفاً في ابتغاء اللذات والأموال، ورغبات التسلط.

٢ - تبث الآراء والنظريات والمذاهب المبهرجة المتناقضة فيما بينها، ابتكاراً ووضعاً لها ولزيوفها وزخرف أدلتها. أو نبشاً عنها في مقابر أفكار ومذاهب الأقدمين، واستخراجاً لمحنَّطاتها الدفينة في بطون أساطير الأولين.

ثمّ تقوم بتجميع مجموعات بشرية حزبية على هذه النظريات،

<<  <   >  >>