للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتناقضة فيما بينها، ثمّ تقوم بتهييج هذه المجموعات الحربية، ودفعها إلى ثورات عمياء ضد أوضاع قائمة، ودفعها أيضاً إلى صراعات فكرية ودموية، ضد المذاهب التقليدية، ودفع بعضها ضد بعض.

* * *

استغلال مسيرة العلم المادية:

وفي خضم مسيرة العلم الحضارية المادية الحديثة، بعد عزل الكنيسة عن العلم والدولة وسائر شؤون الحياة، استغل المتآمرون على البشرية من يهود هذا الظرف المناسب جداً، لتنفيذ مخططاتهم المدمرة، وهم يطمعون بأن يتوصلوا إلى حكم العالم كله، بعد تدمير كل القيم التي هي قوام الشعوب وسر قواها، ونظام تماسكها الجماعي.

ويزعم المتآمرون على البشرية من يهود أن المبادئ والقيم وجميع القوى، ستكون منحصرةً فيهم، وبذلك سيكونون هم المؤهلين لحكم العالم أجمع. هذا ما يحلمون به، ويرون أنهم هم أصحاب الحق فيه، فهم أبناء الله وأحباؤه، وهم البشر، ومن عداهم من الأمم "= الجوييم" كالبهائم.

* * *

حركات التضليل في ميادين الفلسفة:

وكانت الفلسفة هي المجال الأول الذي انطلقت فيه أعمال التضليل الفكري، لأن بحوثها نظرية، وهي قابلة بطبيعتها لطرح الآراء والأفكار والمذاهب النظرية، دون أن يُسأل أصحابها عن براهين واقعية أو تطبيقية لها، ويكفي للخوض ليها القدرة على صناعة زخرف القول، وإقامة حجج سوفسطائية، وهي تتسع لتقبُّل مغالطات كثيرات.

بخلاف العلوم البحتة كالرياضيات، والعلوم الطبيعية التي يُطالَبُ أصحابها بمنجزات تطبيقية لآرائهم ونظرياتهم فيها.

يضاف إلى ذلك أنّ الفلسفة كانت منذ عهد الإغريق وعاء كلّ

<<  <   >  >>