الأول: نظام الإسلام منهج رباني، أحكامه مستنبطة من مفاهيم النصوص الإسلامية والتطبيقات النبوية، وما يقاس عليها ضمن كليات شريعة الله للناس.
والله عز وجل عليم بعباده وبما هو الأصلح لهم، حكيم يصطفي لهم من الأنظمة ما فيه صلاحهم وسعادتهم، أو ما هو الأرجى لصلاحهم وخيرهم وسعادتهم، خبير بفطرهم، وخصائص نفوسهم، ومشكلات حياتهم، فهو يختار لهم - وهم جميعاً عباده - ما هو الأصلح لهم جميعاً دون تحيز.
أما النظم الأخرى فهي نظم وضعية وضعها الناس، وهي نتاج أفكارهم وآرائهم. وواضعوها واقعون في معظم أحوالهم تحت تأثير أهوائهم، أو نزعاتهم الأنانية، أو مصالح طبقاتهم الاجتماعية ضد الطبقات الأخرى، أو أغاليطهم الفكرية، أو وساوس شياطين الإفساد في الأرض.
الثاني: نظام الإسلام منهج ملائم للفطرة الإنسانية، ومصلحة المجتمع البشري، وهو قائم في أحكامه الإلزامية على الحق والعدل دون انحياز للفرد أو للجماعة.
ففي الفطرة الإنسانية حب التملك، الذي هو أحد الدوافع الكبرى في نفس الإنسان.
وحب التملك هو الدافع للعمل والإنتاج والتنافس في الابتكار والتحسين والتقدم الصناعي والزراعي والعمراني والعلمي وسائر وجوه النشاط الحضاري.
والحقوق الفردية والواجبات الاجتماعية، التي يشتمل عليها نظام الإسلام أمور تضمن مصالح المجتمع البشري على أحسن صورة ممكنة.