للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأمر الله بالمشي في مناكب الأرض لتحصيل الرزق، وأشار باختيار كلمة (المشي) دون السعي إلى الإجمال في طلب الرزق المقسوم، بخلاف الذهاب إلى صلاة الجمعة، فقد قال الله فيه: {فاسعوا إلى ذكر الله} . وأشار، باختيار كلمة (مناكب الأرض) ، إلى أن طلب الرزق يحتاج مشقة وكدحاً.

وسلط الله أيدي الناس على جميع ما في الأرض، ليحسنوا التصرف فيه بما هو لهم خير، فقال الله عز وجل في سورة (البقرة/٢ مصحف/٨٧ نزول) :

{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً..} .

وسخر الله للناس ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه، ليعملوا وينتفعوا من خصائص هذه المسخرات، فقال الله عز وجل في سورة (الجاثية/٤٥ مصحف/٦٥ نزول) :

{وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} .

وأمر الله المؤمنين بأن يعدوا لأعدائهم ما استطاعوا إعداده من قوة، ومعلوم أن هذا الإعداد لا يكون إلا بالعلم والعمل والإنفاق، فقال الله وعز وجل لهم في سورة (الأنفال/٨ مصحف/٨٨ نزول) :

{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيءٍ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} .

والتفرغ للتعلم والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو جزء من العمل، وليس بطالة ولا كسلاً.

وقد جعل الإسلام للعمل منهجاً يقوم على أسس واضحة تضمن جلب المنافع الحقيقية المعتبرة، ودفع المضار الحقيقية العاجلة والآجلة، ضمن نظرة شاملة عميقة.

<<  <   >  >>