للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقع مسؤولية مباشرة العمل على كل فرد قادر عليه، غير مفرغ لصالح الأمة الإسلامية أو المصالح العامة، أو لصالح سلامة الأسرة وسعادتها واستقرارها.

وتقع مسؤولية تهيئة مجالات العمل ووسائله وشروطه وتكافؤ فرصه على المجتمع كله، وتمثله القيادة الإسلامية الحاكمة الحكيمة.

والعمل هو القانون الطبيعي الذي ربط الله به رزق كل دابةٍ في الأرض، فلا محيد لكائن حي عنه بوجه من الوجوه.

إذن فلا غرو أن يكون هو الأساس الأول لتحصيل الرزق وسائر مطالب الحياة.

لذلك نجد العمل هو الأساس الأول في جميع النظم الاقتصادية الربانية، والوضعية البشرية.

وقد أعلن الإسلام أن العمل والكدح فيه هو فطرة الحياة، فقال الله عز وجل في سورة (الانشقاق/٨٤ مصحف/٨٣ نزول) :

{يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه * فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حساباً يسيراً * وينقلب إلى أهله مسروراً * وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو ثبوراً * ويصلى سعيراً} .

فكل إنسان في الحياة كادح، وهو مدعو إلى الكدح، ولكنه إما أن يكدح في الخير فينال خيراً، وإما أن يكدح في الشر فينال شراً، ولذلك أمره الله بأن يستقيم ويلتزم جانب التقوى فيما يكدح من أجله.

وربط الإسلام تحصيل القوت، الذي هو مادة الحياة الأولى، بعد التنفس بالمشي في مناكب الأرض، فقال الله عز وجل في سورة (الملك/٦٧ مصحف/٧٧ نزول) :

{هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} .

<<  <   >  >>