للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية، عن طريق أسرهم أو عن طريق الصندوق العام المعد لهذه الغاية، الذي تصب فيه موارد الزكاة والصدقات وغيرها، مما هو مقرر في نظام الإسلام لتحقيق الكفالة الاجتماعية.

السلبيات:

يكشف الناقدون الاقتصاديون عن مجموعة من مساوئ الأنظمة الاشتراكية وعيوبها، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

الأولى: محاربتها للفردية بجميع خصائصها، وكبتها لحرية الأفراد.

وفي هذه المحاربة مصادمة للفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها. وكل ما هو مصادم للفطرة لا يخدم سعادة الإنسان ولا يُقضَى له بالبقاء والدوام إلا بالقهر والغلبة ودوام القوى المستبدة الظالمة اليقظة.

الثانية: تبنيها لفطرة "الصراع بين الطبقات".

والصراع بين الطبقات إنما يقوم على الحسد والحقد والكراهية، والعداوة والبغضاء، وإعلانها الصراع بين الطبقات فيه إلغاء صريح للأخوة الإنسانية بين جميع الناس.

فبينما يخاطب الإسلام الناس جميعاً بنداءٍ مشترك: {يا أيها الناس} ويقول لهم: {كلكم لآدم وآدم من تراب} يقول الاشتراكيون: يا عمال العالم اتحدوا. ويشحنون العمال والكادحين بالحقد والكراهية ضد أصحاب رؤوس الأموال، وضد أصحاب المصانع وأرباب الأعمال.

الثالثة: تبني الاشتراكيين الثوريين تغيير العالم كله تغييراً ثورياً، يبدأ بهدم جميع الأنظمة القائمة وهدم المبادئ الدينية والقانونية وتدمير كل ما هو قائم في المجتمعات.

وهؤلاء الاشتراكيون يرفضون الإصلاح التطوري المتدرج رفضاً كلياً.

وقد أثبتت تجربات الثورات الاشتراكية أنها استطاعت أن تهدم، لكنها لم تستطع بد ذلك أن تبني بناء صالحاً فيه خير وسعادة للناس.

<<  <   >  >>