للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأرض واستثمارها، ويدفعهم إلى كل تقدم علمي وحضاري، ويفرض عليهم إعداد المستطاع من القوة.

المحرك الثاني: الحافز الفردي المرتبط بالجماعة بقوة الإخاء والمحبة، والرغبة في الإتقان والتحسين، والمتطلع إلى الربح المأذون به في شريعة الله.

الميزة الثانية: تهيئة العمل لجميع أفراد المجتمع

هذه الميزة المقدرة افتراضاً للأنظمة الاشتراكية، ميزة شكلية أكثر من كونها ميزة حقيقية، وشكليتها تظهر حينما يتحقق المراقبون من أن الاشتراكيين يلجؤون مثلاً إلى توظيف ألف عامل في معمل يكفي لتشغيله تشغيلاً ممتازاً خمسون عاملاً.

والنتيجة التي تحصل هي إيجاد رواتب حقيقية، لموظفين يقومون بأعمال وهمية، وهذا يسبب انهياراً اقتصادياً شاملاً، وإرباكاً لأعمال المؤسسات الاقتصادية، وتدنياً لإنتاجها، وإفساداً له.

وهذا ما أثبتته التجربة الاشتراكية في معظم البلدان التي طبقتها، فالمعامل التي كانت تنتج إنتاجاً ممتازاً أو جيداً قبل تطبيق الاشتراكية، صارت تنتج أردأ إنتاج، مع تدني كمية الإنتاج ثم جاء تعويض الإفلاس برفع أسعار السلع المنتجة على الرعايا المستهلكين.

لكن هذه الميزة يمكن تحقيقها في نظام الإسلام بصورة خالية من المساوئ والعيوب.

فكل قادر على العمل مكلف في نظام الإسلام بالعمل، وعلى المجتمع المتمثل بالدولة الإسلامية تهيئة العمل المناسب لكل قادر على العمل بحسب استطاعتها، إلا النساء فلهن حق التفرغ للقيام بواجبات الخدمات المنزلية مع كفالتهن.

وأما العاجزون عن العمل فهم مكرمون مصونون مكفيون بالكفالة

<<  <   >  >>